للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: أنواع الكفر الأصغر]

[تمهيد]

الكفر الأصغر أحد نوعي الكفر. ومن الفروق بينه وبين الكفر الأكبر١:

١- الكفر الأكبر يحبط العمل؛ كما قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ} [إبراهيم: ١٨] . والأصغر لا يحبط العمل، وإن كان ينقصه.

٢- الكفر الأكبر كفر اعتقادي، والكفر الأصغر كفر عملي.

٣- الكفر الأكبر يخرج من ملة الإسلام، وأما الأصغر فلا يخرج، وصاحبه مؤمن ناقص الإيمان.

٤- الكفر الأكبر إذا مات العبد عليه لم يغفر له. والكفر الأصغر إن مات العبد عليه فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه. ولا ينافي ذلك إيجابه للوعيد؛ لأننا نقول إن استحقاقه للوعيد لا يمنع العفو عنه.

٥- الكفر الأكبر يوجب الخلود في النار؛ كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة: ٦] ، والكفر الأصغر لا يوجب الخلود في النار إن دخلها صاحبه.

أولا: تعريف الكفر الأصغر

هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر، مع بقاء اسم الإيمان على عاملها٢؛ فهو معصية عملية لا تخرج عن أصل الإيمان، وإنما توجب لصاحبها الوعيد بالنار، دون الخلود فيها. وسميت كفرا لأنها من خصال الكفر٣.

ثانيا: من أشهر أنواع الكفر الأصغر

للكفر الأصغر أنواع متعددة ضابطها ما تقدم في التعريف:

كل معصية أطلق الشارع عليها اسم الكفر، مع بقاء اسم الإيمان على عاملها.

وبيان بعض هذه الأنواع يمكن في المطالب التالية:


١ انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للدكتور إبراهيم البريكان ص١٨٢-١٨٣.
٢ انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص١٤٩.
٣ انظر: مدارج السالكين لابن القيم ١/ ٣٤٦. فتح الباري لابن حجر ١/ ٨٣-٨٥.

<<  <   >  >>