للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: مفهوم الولاء والبراء، ومنزلته في الدين]

[المبحث الأول: معنى الولاء والبراء في اللغة والشرع]

...

[الفصل الثاني: مفهوم الولاء والبراء، ومنزلته في الدين]

بعدما أوردنا في الفصل السابق عددا من النصوص الشرعية التي تحث على موالاة المؤمنين، والبراءة من المشركين والكافرين، وتنهى عن موالاة المشركين والكافرين ومحبتهم، أو البراءة من المؤمنين ومعاداتهم، لزم أن نتعرف على معنى الولاء والبراء، كي يكون السلم على بينة من أمره، ومعرفة واضحة لما طلب منه فعله، أو تركه.

وهذا يستدعي أن نتعرف على معنى الولاء والبراء في اللغة، وفي الشرع.

[المبحث الأول: معنى الولاء والبراء في اللغة والشرع]

أولا: معنى الولاء لغة

الولاء مصدر من والى يوالي ولاء وموالاة، بمعنى: أحب، وقرب، وأدنى، وحابى. والمولى: الحليف، وهو من انضم إليك فعز بعزك، وامتنع بمنعتك.

وتولاك الله: أي نصرك. والولي ضد العدو، وهو: المحب، والصديق، والنصير، والتابع١. فالولاء على هذا يعني في اللغة: الحب، والدنو، والقرب، والنصرة.

ثانيا: معنى البراء لغة

البراء مصدر من برئ يبرأ براء وبراءة بمعنى: أبغض، وتباعد، وتخلص.

يقال: بارأت الرجل، إذا فارقته، وبارأت المرأة، إذا صالحتها على الفراق. وبرئت من كذا، إذا تخلصت منه، وتنزهت، وتباعدت عنه، وبرئ المريض برءا وبرءا، إذا شفي وتخلص مما به. وبرئ فلان من فلان، إذا تباعد وتخلى عنه٢؛ فالبراء لغة يأتي بمعنى التخلص، والتنزه، والتباعد، والتباغض، والتجافي، والمفارقة.


١ انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص٦٨٩. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص١٧٣٢. ولسان العرب لابن منظور ١٥/ ٤٠٦-٤١٤. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص١٠٥٧.
٢ انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص٣٤. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص٤٢. ولسان العرب لابن منظور ١/ ٣١-٣٤. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص٤٦.

<<  <   >  >>