للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الثانية: من خصائص العقيدة الإسلامية أنها غيبية

معنى الغيب في اللغة:

الغيب لغة: من غاب غيبا، وغيبة، وغيبوبة، وغيابا، خلاف شهد وحضر. يقال: غابت الشمس، إذا غربت واستترت عن العين. والغيب: كل ما غاب عنك، وهو خلاف الشهادة١.

المراد من كون العقيدة الإسلامية غيبية٢:

١- أنها تبحث في قضايا غيبية لا مجال للعقل في إدراكها، ومبناها على التسليم والتصديق المطلق بما جاء عن الله عز وجل، وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- ظاهرا وباطنا. "بعض قضايا العقيدة غيب".

٢- أن أهلها يقفون في أمرها على ما جاء عن الله، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فهم يؤمنون بالغيب.

وقد وصفهم الله عز وجل بذلك في قوله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: ١-٣] .

ما الذي يلزم من كون العقيدة الإسلامية غيبية:

لما كانت أغلب قضايا العقيدة غيب بالنسبة لنا، لزمنا كمؤمنين بالغيب:

١- أن نسلم لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم. والتسليم لله ولرسوله يتمثل في التسليم بما في الكتاب والسنة.

٢- أن لا نخوض ولا نجادل في العقيدة ونصوصها -لأنها غيب- إلا بقدر البيان، وإقامة الحجة, مع التزام منهج السلف في ذلك٣.

٣- أن لا نؤول نصوص العقيدة، ولا نصرفها عن ظاهرها بغير دليل شرعي ثابت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.


١ انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي ص١٥٥. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص١٦٧.
٢ انظر مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة للعقل ص٣٠، ٣٩.
٣ انظر: الشرح والإبانة لابن بطة العكبري ص١٢٣-١٢٧. والشريعة للآجري ص٥٤-٦٧.

<<  <   >  >>