للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الثالثة: من خصائص العقيدة الإسلامية أنها شمولية

معنى الشمول في اللغة:

يقال: شمل الأمر القوم شملا، إذا شملهم. واشتمل بالثوب، إذا أداره على جسده كله، حتى لا تخرج منه يده. واشتمل على كذا، أي: احتواه وتضمنه١.

المراد من كون العقيدة شمولية:

أنها لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا أتت بإيضاحها، ووضعت لها نظاما بأروع إحكام، وأتقن بيان؛ فقد أحاطت وهيمنت على الأعمال، والأقوال، والسلوك، وكل أمور الحياة.

ولا يتم إيمان العبد إلا عندما يخضع كل أمور حياته لهذا الدين.

مظاهر شمولية العقيدة ٢:

لم تغفل العقيدة الإسلامية أمرا من أمور الدين والدنيا إلا أتت عليه بالبيان والإيضاح التامين؛ فالله عز وجل ما فرط في الكتاب من شيء، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بين لأمته جميع ما يحتاجون إليه. ومن مظاهر هذه الشمولية:

١- أنها أعطت الإنسان تصورا كاملا عن الكون الذي يحيا فيه.

٢- أنها تناولت كل القضايا التي بها تستقيم حياة الإنسان.

٣- أنها أحاطت بالإنسان كله من حين ولادته، حتى وفاته. بل قبل ولادته، وبعد وفاته؛ قبل أن يتزوج أبوه أمه، وحتى يستقر في الجنة، أو يدخل النار -عياذا بالله.


١ انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي ص١٣١٩. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص٤٩٤-٤٩٥.
٢ انظر تفصيل ذلك في كتاب: المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للدكتور إبراهيم البريكان ص٦٩-٧٢.

<<  <   >  >>