للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الرابعة: من خصائص العقيدة الإسلامية أنها وسطية

معنى الوسط في اللغة:

يأتي الوسط لغة لعدة معان:

١- ما كان بين طرفي الشيء، وهو منه. كقولك: كسرت وسط الرمح، جلست وسط الدار، جئت وسط النهار١. ومنه قول سوار بن المضرب:

إني كأني أرى من لا حياء له ... ولا أمانة وسط الناس عريانا

٢- يأتي صفة، بمعنى خيار، وأفضل، وأجود. فأوسط الشيء: أفضله وخياره.

والفردوس أفضل الجنة، وهو أعلاها، ووسطها. ومرعى وسط أي: خيار. ومنه قالت العرب: "وسط المرعى خير من طرفيه". وواسطة القلادة: هي الجوهرة التي تكون في وسطها، وهي أجودها٢.

٣- ويأتي وسط بمعنى عدل. فالوسط من كل شيء: أعدله٣.

والملاحظ على الوسط أنه في كل معانيه اللغوية لا يخرج عن العدل، والفضل، والخيرية.

المراد من كون العقيدة وسطية:

يراد من قولنا عن العقيدة: إنها وسطية: أنها:

١- أفضل العقائد، وخيارها.

٢- أعدل العقائد.

٣- لا إفراط ولا تفريط فيها.


١ انظر: بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي ٥/ ٢١٠. ولسان العرب لابن منظور ٧/ ٤٢٦-٤٢٨.
٢ انظر الصحاح للجوهري ٣/ ١١٦٧.
٣ انظر: بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي ٥/ ٢٠٩. وتاج العروس للزبيدي ٥/ ٢٣٨.

<<  <   >  >>