للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: توحيد الربوبية]

توحيد الربوبية أحد أنواع التوحيد الثلاثة. ويمكن الحديث عنه بإيجاز في الوقفات التالية:

الوقفة الأولى: معنى الرب لغة

الرب لغة يأتي لعدة معان، منها: المربي، والمالك. يقال: رب كل شيء: مالكه، ومستحقه، أو صاحبه١.

الوقفة الثانية: توحيد الربوبية شرعا

هو الاعتقاد والاعتراف والإقرار الجازم بأن الله وحده رب كل شيء ومالكه، وخالق كل شيء ورازقه، وأنه المحيي والمميت، والنافع والضار، المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار، الذي له الأمر كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، ليس له في ذلك شريك٢.

الوقفة الثالثة: ما الذي يلزم المؤمن بتوحيد الربوبية؟

عندما نقول: على العبد أن يوحد الله في ربوبيته، فإنا نطلب منه أمورا، هي:

١- أن يؤمن بوجوده أولا.

٢- أن يؤمن بأفعال الله العامة؛ كالخلق، والرزق، والنفع، والضر، والإعطاء، والمنع، والإحياء، والإماتة، إلخ.

٣- أن يؤمن بقضاء الله وقدره؛ لأن ما يجريه الله في كونه، وما يقدره من مقادير هي من أفعاله عز وجل.

الوقفة الرابعة: في ذكر بعض الأدلة الشرعية على توحيد الربوبية

القرآن الكريم مليء بذكر الأدلة على ربوبية الله عز وجل، ومن ذلك قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} [الفاتحة: ٢] ، وقوله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ


١ انظر: الصحاح للجوهري ١/ ١٣٠. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص١١١.
٢ انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص٣٣.

<<  <   >  >>