للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: دراسة بعض التفصيلات عن توحيد العبادة الإلهية]

[المبحث الأول: شهادة أن لا إله إلا الله]

[المطلب الأول: معنى لا إله إلا الله]

...

الفصل الثاني: دراسة بعض التفصيلات عن توحيد العبادة "الإلهية"

[المبحث الأول: شهادة أن لا إله إلا الله]

تمهيد:

توحيد الألوهية هو معنى شهادة الحق: "أشهد أن لا إله إلا الله".

ولما كان جماع التوحيد، وأساسه، وعموده، هو معرفة معنى شهادة الحق، كان من اللازم أن يحرص المسلم على إدراك معناها، وفهم مرماها، والعمل بمقتضاها.

ويتضح ذلك في وقفات مع هذه الشهادة، في المطالب التالية:

[المطلب الأول: معنى لا إله إلا الله]

توحيد الألوهية، هو معنى لا إله إلا الله١.

ومعنى "لا إله إلا الله" أي: لا تعبدوا أحدا إلا الله٢.

ويزداد هذا المعنى وضوحا إذا قمنا بإعراب شهادة الحق هذه، فـ:

لا: نافية للجنس.

إله: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب، والخبر مرفوع مقدر، تقديره حق.

إلا: أداة استثناء، والاستثناء هنا مفرغ.

الله: بدل من لفظ "إله"، وهو بدل بعض من كل.

والجملة مع خبرها المقدر: لا إله حق إلا الله.

وقد تقدم إن معنى "إله": معبود؛ فالجملة على هذا: لا معبود حق إلا الله، أو لا معبود بحق إلا إله واحد، وهو الله وحده لا شريك له٣.

ويتضح هذا المعنى حين التفكر في حال الكفار الذي قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستحل دماءهم، وسبى نساءهم، وأخذ أموالهم؛ لقد كانوا مقرين بتوحيد الربوبية؛ يعلمون أنه لا خالق لهم، ولا رازق، ولا محيي، ولا مميت، ولا مدبر لأمورهم إلا الله. ومع هذا لم يدخلهم ذلك في الإسلام؛ لأنهم لم يشهدوا "أن لا إله إلا الله"؛ فعبدوا آلهة مع الله عز وجل.


١ انظر معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشيخ الشنقيطي ص٤٠.
٢ المصدر نفسه ص٤١.
٣ انظر: تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص٧٣. وأضواء البيان للشيخ الشنقيطي ٤/ ٥٠٨.

<<  <   >  >>