للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: أنواع الشرك]

[مدخل]

...

[المبحث الثاني: أنواع الشرك]

تمهيد: الشرك قد يكون أكبر، وقد يكون أصغر، وهو ينقسم ثلاثة أقسام، بالنسبة إلى أنواع التوحيد، وكل منها قد يكون أكبر وأصغر مطلقا، وقد يكون أكبر بالنسبة إلى ما هو أصغر منه، ويكون أصغر بالنسبة إلى ما هو أكبر منه١.

يقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي: الشرك نوعان: أكبر وأصغر؛ فمن خلص منهما، وجبت له الجنة، ومن مات على الكبر وجبت له النار؛ فالشرك الأكبر: كالسجود، والنذر لغير الله، والأصغر: كالرياء، والحلف بغير الله إذا لم يقصد تعظيم المخلوق كتعظيم الله٢.

فالشرك -إذًا- نوعان: أكبر، وأصغر.

ولكي يكون المسلم على حذر من الوقوع في أي منهما، وحتى لا يحكم بالشرك على من لم يقع فيه؛ فلا بد له من معرفة الفرق بين النوعين، ومن هذه الفروق٣:

١- الأكبر كفر، والأصغر أكبر الكبائر بعد الشرك الكبر.

٢- الأكبر يخرج صاحبه من الملة، والأصغر لا يخرجه، وهو يتنافى مع كمال التوحيد.

٣- الأكبر محبط للأعمال كلها، والأصغر يحبط ما خالط أصله، أو غلب على العمل.

٤- الأكبر موجب للخلود في النار؛ فصاحبه إن مات عليه، فهو خالد مخلد في النار أبدا، والأصغر لا يوجب ذلك، فإن دخلها فهو كسائر مرتكبي الكبائر.

٥- الأكبر يحل النفوس والأموال، والأصغر لا يحل ذلك.

٦- الأكبر لا يغفر لصاحبه إن مات عليه، والأصغر يدخل صاحبه تحت الموازنة؛ فإن حصل معه حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة، وإلا دخل النار، ومآله الخروج منها.

وبيان نوعي الشرك يمكن في المطلبين التاليين:


١ تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص٤٣.
٢ تطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران لأحمد آل بوطامي ص٣٨-٣٩.
٣ انظر هذه الفروق في الكتب التالية: شرح نواقض التوحيد لحسن عواجي ص٢٦. والأسئلة والأجوبة في العقيدة للشيخ صالح الأطرم ص٣٠. والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين ٢/ ٢٣-٣٣، والإخلاص والشرك الأصغر لعبد العزيز العبد اللطيف ص٣٤-٣٨، وبعض أنواع الشرك الأصغر للدكتور عواد المعتق ص١٤-١٥، والدين الخالص لصديق حسن خان ١/ ٣٣٨.

<<  <   >  >>