للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقراء والمفسرين والخلفاء وأرباب الحكم والقضاة والأدباء والأخباريين والكتاب والشعراء والندماء والمغنين مما يدل على أن تاريخ بغداد هو قبل كل شيء تاريخ محدثيها١.

ويحاول الخطيب في تراجم كتابه أن يقدم ترجمة متكاملة تحتوي -في الغالب- على التعريف بصاحب الترجمة بذكر اسمه ونسبه وكنيته ونسبته وشيوخه وتلاميذه وأحيانا يسرد بعض أخباره الدالة على أخلاقه أو مكانته، ثم يسرد أقوال جهابذة المحدثين النقاد في بيان حاله من الجرح والتعديل ثم تاريخ وفاته وربما ذكره موضع قبره.

أما عن منهجه في الجرح والتعديل فقد نقل أبومحمد بن الآبنوسي عن الخطيب قوله "كل من ذكرت فيه أقوايل الناس من جرح وتعديل فالتعويل على ما أخرت"٢.

ويستعمل الخطيب في التوثيق عبارات "ثقة" و"صدوق" و"ما علمت من حاله إلا خيرا" و"ليس بمدفوع عن الصدق" وربما اكتفى بذكر تخريج البخاري ومسلم أو أحدهما للراوي لأن كتابيهما في الصحيح فلا يخرجان إلا للثقات.

أما عباراته في الجرح فهي "ضعيف" و"ذاهب الحديث" وأحيانا "كذاب أفاك يضع الحديث".

لكن أكثر ألفاظ الجرح والتعديل شيوعا في كتابه هي "ثقة" و"صدوق" و"ضعيف".

ولابد من التنبيه إلى أن الأحاديث التي أوردها الخطيب في تاريخ بغداد لا يمكن الاطمئنان إلى جميعها لمجرد ذكر الخطيب لا لأنه لم ينقلها عن الكتب الستة بل أن معظمها من معاجم شيوخ ومنتخبات وأجزاء حديثية يختلط فيها الصحيح والضعيف، وقد تعقب الخطيب بعضها وانتقدها، لكنه لم يفعل ذلك دائما٣.


١ يوسف العش: الخطيب البغدادي، ١٧٨-١٧٩، ١٨٣.
٢ الذهبي: تذكرة الحفاظ، ١١٣٩.
٣ للمؤلف دراسة مفصلة عن الخطيب البغدادي وكتابه بعنوان "موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد" منشورة.

<<  <   >  >>