للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التاريخ قد استعملت للتاريخ الحولي منذ تلك الفترة المبكرة أيضا حيث سمي خليفة بن خياط حولياته باسم "التاريخ"١ على أن الجزم بذلك يبدو صعبا وأيا كان الأمر فإن المؤلفين الأوائل في الرجال اعتبروا كتبهم تاريخا ولعل تبرير ذلك يعود إلى ذكر سنوات الولاة والوفاة لبعض المترجمين.

وقد استمر اعتبار كتب الرجال من فروع التاريخ حتى بعد أن تبلورت بعض المفاهيم حول تعريف التاريخ وتحديد مجالاته وأغراضه وظهرت في الدراسات المتأخرة التي قام بها الكافيجي٢ سنة ٨٧٩هـ والسخاوي٣ "ت٩٠٢هـ" فقد اعتبر السخاوي "علم التاريخ فن من فنون الحديث النبوي"٤.

وذكر في فوائد علم التأريخ أنه "يظهر الشيخ الذي جعل روايته عنه من مقصده كان قد مات قبل مولده أو كان قد اختل عقل أو اختلط أو لم يجاوز بلدته التي لم يدخلها الطالب قط"٥. وبيان ذلك كله من مباحث علم الرجال.

وقد استشهد السخاوي على جلالة علم التاريخ بأن السخاوي ألف "التاريخ الكبير" بين القبر النبوي والمنبر الشريف وكان يصلي لكل ترجمتين ركعتين٦ وكتاب التاريخ الكبيرهذا من كتب الرجال وعندما ذكر السخاوي قوائم بأسماء التصانيف في التاريخ أورد ضمنها أنواع المصنفات في علم الرجال وقد اعتبر السخاوي معرفة تاريخ الرجال واجبا في حين أن معرفة الأخبار والأشعار وما إلى ذلك لا يعدو أن يكون مباحا٧، ولم يقتصر اعتبار علم الرجال من


١ روزنثال: علم التاريخ عند المسلمين، ٢٤-٢٥.
٢ في كتابه: "المختصر في علم التاريخ".
٣ في كتابه القيم: "الاعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ".
٤ السخاوي: الاعلان بالتوبيخ، ٤٥٠.
٥ المصدر السابق، ٤٥٠.
٦ المصدر السابق، ٤٥٢.
٧ المصدر السابق، ٤٥٤.

<<  <   >  >>