للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تدوين الحديث]

[الكتابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم]

لم يكن العرب قبل الإسلام يعتمدون على الكتابة في حفظ أشعارهم وخطبهم وقصص أيامهم ومآثرهم وأنسابهم، بل اعتمدوا على الذاكرة ونمت ملكة الحفظ عندهم فاشتهروا بقوة ذاكرتهم وسرعة حفظهم. ولكن هذا لا يعني عدم وجود من يعرف الكتابةبينهم، ذلك لأن مجتمع مكة التجاري يحاج إلى معرفة بالكتابة والحساب، ولكن عدد الكاتبين كان قليلا ولذلك وصف القرآن الكريم العرب بأنهم أميون فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} ١ وفي الحديث الشريف "إنا أمة أمية لا نكت ولا نحسب" ٢.

وقد حث الإسلام على العلم، واهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم المسلمين الكتابة، فأذن لأسرى بدر أن يفدوا أنفسهم بتعليم عشرة من صبيان الأنصار القراءة والكتابة٣.


١ سورة الجمعة: الآية٢.
٢ مسلم: الصحيح, ص٧٦١، "كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال".
٣ ابن سعد: الطبقات الكبرى ٢/ ٢٢ واختصاص الأنصار بذلك لأن المهاجرين كان فيهم الكاتبون ولم يكن في الأنصار ذلك.
وأبو عبيد: الأموال، ص١١٥.
ويذكر المقريزي: امتاع الأسماع، ص١٠١، أن زيد بن ثابت ممن علمهم أسرى بدر الكتابة.

<<  <   >  >>