للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما عن درجة أحاديث المسند فهو يحتوي أحاديث صحيحة كثيرة وبعضها زيادة على ما في الكتب الستة، كما أن فيه الحديث الحسن والضعيف والمنكر وبعض الأحاديث الموضوعة أيضا لكنها نادرة، ومعظمها وقعت من زيادة ابنه عبد الله أو زيادة أبي بكر القطيعي "رواية عبد الله" على المسند١ كما وقع بعضها -وهو أندر- لأن الإمام أحمد جمع عددا كبيرا من الأحاديث المشهورة وكان ينقحها ويأمر بالضرب على بعضها٢ وقد عاجلته المنية قبل إتمام تنقيح المسند٣ لذلك وقع فيه بضعة عشر حديثا حكم عليها النقاد بالوضع٤ لكن ابن حجر العسقلاني أجاب عنها٥ وهو يرى أن ما لا أصل له من أحاديث مسند أحمد لا يزيد على ثلاثة أو أربعة أحاديث. وقد ذكر ابن حجر أن أحاديثه غالبها جياد والضعاف منها إنما يوردها للمتابعات والقليل من الضفعاف والغرائب والأفراد أخرجها ثم صار يضرب عليها شيئا فشيئا، وبقي فيها بعده بقية"٦. ولا يقلل ذلك من مكانة مسند أحمد أحمد بين مدونات الحديث الجامعة المهمة.

وقد أعاد الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي ترتيب المسند على الموضوعات فقسمه إلى كتب وأبواب كما اختصر الأسانيد وسماه "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد" كما شرحه في كتابه "بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني" وقد طبع الفتح وشرحه معا.


١ ابن تيمية: منهاج السنة، ص٣٧.
٢ أبو موسى المديني: خصائص المسند، ص٢٧.
٣ ابن الجوزي: المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد، ص٣١ "طبع في مقدمة المسند: طبعة محمد أحمد شاكر".
٤ الخولي: مفتاح السنة، ص٣٥.
٥ وذلك في كتابه "القول المسدد في الذب عن مسند أحمد".
٦ ابن حجر: تعجيل المنفعة برجال الأربعة، ص٦.

<<  <   >  >>