للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن سائر الأحاديث الواردة في فضائل السور هي من الموضوعات بل صحت الأحاديث في ذلك وقد جمع السيوطي في ذلك كتابا سماه "خمائل الزهر في فضائل السور"١.

وقد أدرك العلماء خطر قيام الصالحين بوضع الأحاديث فهي تلقى رواجا لحسن ظن الناس بهم وعدم تفطنهم إلى احتمال كذبهم، فنبه العلماء على ذلك محذرين فقال أبوعاصم النبيل "ما رأيت الصالح يكذب في شيء أكثر من الحديث"٢ وكان يحيى بن سعيد القطان يقول طما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير والزهد"٣. وقد فسر الإمام مسلم ذلك "بأن الكذب يجري على لسانهم ولا يتعمدونه"٤.

وقال العراقي: "يريد والله أعلم المنسوبين للصلاح بغير علم يفرقون به بين ما يجوز لهم ويمتنع عليهم أو أن الصالحين عند حسن ظن وسلامة صدر فيحملون ما سمعوه على الصدق ولا يهتدون لتمييز الخطأ من الصواب"٥.


١ السيوطي: تدريب الراوي/ ١٩٠.
٢ ابن عدي: الكامل ١/ ٤٦أ.
٣ المصدر السابق ١/ ٤٦أوابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة ١/ ٥أوالخطيب: تاريخ بغداد ٢/ ٩٨ لكنه يذكر "ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث".
٤ مسلم: مقدمة الصحيح ١/ ١٨.
٥ العراقي: فتح الغيث/ ١٣٠.

<<  <   >  >>