للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الوضع لأغراض خاصة]

وكان من عوامل الوضع أيضا الأغراض الخاصة لبعض قليلي الورع من الناس كأن يضعوا أحاديث تقربهم من الحكام والأكابر مثل غياث بن إبراهيم الذي دخل على المهدي فوجد عنده حماما فوضع حديث "لا سبق إلا في نصل أو حافر أو جناح" فأمر له المهدي بجائزة فلما خرج ذكر المهدي كذبه وأمر بذبح الحمام! ١ وكان الأولى أن يعاقب هذا الكذاب بدل أن يصله بجائزة.

ومن ذلك أيضا أن هارون الرشيد لما قدم إلى المدينة المنورة أعظم أن يرتقي منبر النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة، فتطوع القاضي أبو البختري بذكر حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسهما. وقد كان يحي بن معين -أحد أئمة المحدثين- حاضرا فكذبه على رؤوس الأشهاد٢.

ومثل سعد بن طريق الإسكافي الذي ضرب المعلم ابنه فوضع حديث "معلموا صبيانكم شراركم"٣ وكان البعض يتكسب بالحديث وروايته مثل أبي داؤد الأعمى الذي كان سائلا يتكفف الناس ويحدث عن البراء وزيد بن


١ ابن حبان: المجروحين من المحدثين ١/ ٢٣-ب، وابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة ١/ ٥ب.
٢ ابن حبان: المجروحين من المحدثين ١/ ٢٣ أ-ب، وابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة ١/ ٥ب.
٣ السيوطي: اللآلئ المصنوعة ١/ ٢٦٣ والخطيب: تاريخ بغداد ١٣/ ٤٥٣.

<<  <   >  >>