للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة الكاتب]

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله البديع الرفيع، الذي أحسن ابتداء خلقنا بصنعته، وأولانا جميل الصنيع فاستهلت الأصوات ببراعة توحيده وهو البصير السميع، أدّب نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه حتى أرشدنا، جزاه الله عنا خيرًا إلى سلوك الأدب وأوضح لنا بديعه وغريبه. نحمده حمدًا يحصن به التخلص من غزل الشهوة إلى حسن الختام، ونشكره شكر من شعر ببديع صفاته فأحسن النظم، وأعوذ بالله من قوم لا يشعرون بهذا النظام، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة شاعر بأنه الواحد، وأن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث من بيت عربي، فصاحته على الأعراب والإعراب أعظم شاهد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين هم نظام هذا البيت الشريف، ودوائر بحره وأنواع بديعه وديباج صدره، وسلم تسليمًا كثيرًا.

وبعد: فهذه البديعية التي نسجتها بمدحه صلى الله عليه وسلم، على منوال طرز البردة، [و] كان مولانا المقر الأشرف العالي المولوي القاضوي المخدومي الناصري، سيدي محمد بن البارزي الجهني الشافعي، صاحب ديوان الإنشاء، الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة، جمل الله الوجود بوجوده، هو الذي ثقف لي هذه الصعدة وحلب لي ضرعها الحافل، لحصول هذه الزبدة، وما ذاك إلا أنه وقف بدمشق المحروسة على قصيدة بديعية للشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله تعالى، التزم فيها بتسمية النوع البديعي، وورى بها من جنس الغزل، ليتميز بذلك على الشيخ صفي الدين الحلي تغمده الله تعالى برحمته، لأنه ما التزم في بديعيته بحمل هذا العبء الثقيل غير أن الشيخ عز الدين ما أعرب عن بناء بيوت أذن الله أن ترفع، ولا طالت يده لإبهام العقادة إلى شيء من إشارات ابن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>