للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر الاستدراك]

قالوا نرى لك لحمًا بعد فرقتنا ... فقلت مستدركًا لكن على وضم١

الاستدراك على قسمين: قسم يتقدم الاستدراك فيه تقرير لما أخبر به المتكلم وتوكيد، وقسم لا يتقدمه ذلك، فمن أمثلة الأول قول القائل:

وإخوان تخذتهم دروعًا ... فكانوها ولكن

وخلتهم سهامًا صائبات ... فكانوها ولكن في

وقالوا قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ولكن من ودِادي٢

وقال ابن أبي الصبع: لم أسمع، في هذا الباب، أحسن من قول ابن دويدة المغربي يخاطب رجلًا أودع بعض القضاة مالًا، فادعى القاضي ضياعه، وهو:

إن قال قد ضاعت فيصدق أنها ... ضاعت ولكن منك يعني لو تعي

أو قال قد وقعت فيصدق أنها ... وقعت ولكن منه أحسن موقع

وممن تلطف في هذا الباب وأجاد للغاية القاضي الأرجاني، بقوله:

غالطتني إذ كست جسمي ضنا ... كسوة أعرت من اللحم العظاما

ثم قالت أنت عندي في الهوى ... مثل عيني صدقت لكن سقاما٣


١ لحمًا: وصلًا، واللحم المعروف، الوضم: خشبة اللحام التي يقطع عليها اللحم. أي لحمًا مقطعًا.
٢ الوداد: الحب الصادق.
٣ السقام: المرض والضعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>