للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر التشطير]

وانشق من أدب له بلا كذب ... شطرين في قسم تشطير ملتزم

التشطير: هو أن يقسم الشاعر بيته شطرين، ثم يصرع كل شطر منهما، لكنه يأتي بكل شطر من بيته مخالفًا لقافية الآخر، كل شطر عن أخيه، فمن ذلك قول مسلم بن الوليد:

موف على مَهَج في يوم ذي رهج ... كأنه أجل يسعى إلى أمل١

هذا اليت تصريعه صحيح، ولكن تصريع الشطر الثاني قافيته الأولى مرفوعة والثانية مجرورة، وهذا عيب في تصريع التشطير، وقول أبي تمام في هذا الباب خالص من ذلك، وهو:

تدبير معتصم بالله منتقم ... لله مرتعب في الله مرتقب٢

وعلى جادته الواضحة مشى الشيخ صفي الدين الحلي، في بديعيته، وبيته:

بكل منتصر للفتح منتظر ... وكل معتزم بالحق ملتزم

والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وأنا أقول: يا ليتني كنت معهم، فإنه نوع مبني على قعاقع٣ ليس تحتها طائل، ولكن الشروع في معارضة البديعيات أوجب نظمه، وبيت الشيخ عز الدين في بديعيته:


١ المَهَج: النضرة، رَهَج: سحاب رقيق.
٢ مرتعب: خائف، مرتقب: يراقب الله في أفعاله وأقواله.
٣ القعاقع: الجلبة وكثرة الصوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>