للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر الجمع مع التقسيم]

مع الأعادي بتقسيم يفرّقه ... فالحي للأسر والأموات للضرم١

هذا النوع، أعني الجمع مع التقسيم، هو أن يجمع الناظم بين شيئين فأكثر، ثم قسم. كقول أبي الطيب المتنبي:

الدهر معتذر والسيف منتصر ... وأرضهم لك مصطاف ومرتبع

للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا

وقد يتقدم التقسيم ويتأخر، كقول حسان بن ثابت:

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حالوا النفع في أشياعهم نفعوا٢

سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع٣

فالأول أحسن وأوقع في القلوب، وعليه مشى أصحاب البديعيات.

وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته قوله:

أبادهم فلبيت المال ما جمعوا ... والروح للسيف والأجساد للرخم٤


١ الضرم: الاحتراق.
٢ أو حالوا: هكذا وردت في الأصل، ونظن أنه سقط منها حرف الواو وهي: حاولوا. أشياعهم: أتباعهم.
٣ السجية: العادة. المحدث: الجديد الذي كان بعد أن لم يكن. البدع: الافتراءات وهي ما يستحدث في الدين زورًا وبهتانًا.
٤ الرخم: طير من الجوارح كبير الجثة وحشي الطباع.

<<  <  ج: ص:  >  >>