للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر التعديد]

تعديد فضلهم بيدي لسامعه ... علمًا وذوقًا وشوقًا عند ذكرهم

هذا النوع، أعني التعديد، ذكره الإمام فخر الدين الرازي وغيره، وسماه قوم الإعداد، وهو عبارة عن إيقاع أسماء منفردة على سياق واحد، فإن روعي في ذلك ازدواج، أو مطابقة، أو تجنيس، أو مقابلة، فذلك الغاية في حسن النسق. مثاله قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} ١ ومن الأمثلة الشعرية قول أبي الطيب المتنبي:

الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وبيت الشيخ صفي الدين في بديعيته على هذا النوع قوله:

يا خاتم الرسل يا من علمه ... والعدل والفضل والإيفاء للذمم

والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم. وبيت عز الدين في بديعيته قوله:

تعديد أوصافهم في المدح يعجزنا ... أهل التقى والنقا والمجد والهمم

وبيت بديعيتي أنا مستمر فيه على مدح الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- بقولي:

تعديد أوصافهم بيدي لسامعه ... علمًا وذوقًا وشوقًا عند ذكرهم


١ البقرة: ٢/ ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>