للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر التدبيج]

واخضر أسود عيشي حين دبجه ... بياض خطي ومن زرق العداة حمي

نوع التدبيج من مستخرجات ابن أبي الأصبع، وهو عبارة عن أن يذكر الناظم أو الناثر ألوانًا يقصد بها التورية والكناية بذكرها عن أشياء، من تشبيب أو مدح أو وصف أو غير ذلك من الأغراض, فمن التدبيج على طريق التورية قول الحريري، في المقامة الزورائية: فمذ اغبرّ العيش الأخضر، وازور المحبوب الأصفر، اسودّ يومي الأبيض، وابيض فودي الأسود، حتى رثا لي العدوّ الأزرق، فحبذا الموت الأحمر.

ومنه، ما كتبت به جوابًا عن مولانا السلطان الملك المؤيد -رحمه الله- إلى الجناب العالي الناصري محمد بن أبي يزيد بن عثمان. فإن المجاهد الذي جعل حظ بني الأصفر، في البحر الأزرق من بيض سيوفه أسود، فأذاقهم الله به الموت الأحمر، وكمال التدبيج يقول: أهلًا بعيش أخضر يتجدد.

ومن الأمثلة الشعرية في باب التدبيج قول ابن حيوس:

إن ترد خبر حالهم عن يقين ... فالقهم في منازل أو نزال١

تلق بيض الوجوه سود مثار النـ ... ـقع خضر الأكناف حمر النصال

ومثله قوله:

ببياض عزم واحمرار صوارم ... وسواد نقع واخضرار رحاب٢


١ النزال: الحربْ.
٢ الصوارم: السيوف. النقع: غبار الحروب.

<<  <  ج: ص:  >  >>