للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منهجه في التفسير]

[مدخل]

...

[منهجه في التفسير]

لا شك أن الحديث عن سيد قطب رحمه الله تعالى حديث تنصت له القلوب قبل الآذان؛ لا لأنه سيد قطب ولكن لأنه مثال الداعية الذي أبى أن يخضع لجبروت الطاغية، فباع حياته ثمنا للدفاع عن عقيدته، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

أما الحديث عن تفسيره فلا تمله القلوب بل تميل إليه ولا تمله الأفئدة بل تهفو إليه، ليس من ناحية واحدة فيه بل من شتى نواحيه وحين تتحدث عن ناحية واحدة منها فإنك تجد من لسانك إطنابا ومن قلمك سيلا ومن تلك الناحية عطاءا ومددا لا تكلُّفَ فيه ولا زيادة.

لست أقول هذا وقد جعلت حاجز المحبة بيني وبين الواقع ولكني أقوله بلسان هذا الواقع فقد صدر عن هذا التفسير كثير من الدراسات والأبحاث وما زال نبعها فيضا وما زال عطاؤها متجددا.

وما دام الأمر كذلك فلا تطمعن مني في هذا المقام أن أصب لك البحر في كأس.

ولا أكتمك حديثا أني وقفت حائرا على شاطئ هذا التفسير؛ أيَّ جواهره التقط وأيها أدع. عن أي درره أتحدث وعن أيها لا يسعني الحديث؟ هل أتحدث عن الأهداف الأساسية أو الأغراض الرئيسة فيه أو أتحدث عن معالم الجمال فيه؟ أو أقصر حديثي عن التفسير الفكري أو أبسطه في الحديث عن التفسير الحركي العملي عنده؟ أو أتكلم عن سماته أو عن مميزاته أو عن واقعيته، أو عن عرضه البياني المشرق أو عن طريقته الخاصة في التفسير أو موضوعيته.

هذا قليل من المداخل الواسعة لدراسة تفسير "في ظلال القرآن" فهل ترون من حقي أن أكتب عن كل هذه المعالم؟ إذًا فالأمر يحتاج لا أقول لبحث

<<  <  ج: ص:  >  >>