للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الجمهوريون]

وهذا الاسم مما يطلقه أتباع محمود محمد طه على أنفسهم ويطلقون على أنفسهم اسم: "المسلمون" وعلى دعوتهم: "الرسالة الثانية" ودجالهم محمود طه من متطرفي الباطنية والمتصوفة الذين ينكر أفعالهم وأقوالهم كل أحد حتى الصوفيون المعتدلون، أظهر أفكاره ودعوته في السودان.

وتقوم دعواه على الزعم بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين بعث في مكة جاء بالإسلام، ولما تبين له أن الناس في هذا الوقت لا يطيقون تلقي الإسلام١ انتقل إلى المدينة ودعا إلى الإيمان فأجابوه, فالرسول صلى الله عليه وسلم -بزعمهم- إنما جاء بالإيمان وفصله للناس. أما الإسلام فلم يقع في حقه التفصيل بل جاء به مجملا, وزعم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو طليعة المسلمين المقبلين فكأنما جاء لأمته "المؤمنين" من المستقبل, فهو المسلم الوحيد بينهم كما أن أبا بكر طليعة المؤمنين وكان بينه وبين النبي أمد بعيد.

وسمى دعوته هذه بـ"الرسالة الثانية" لزعمه أن الرسالة الأولى المحمدية كانت للإيمان، والرسالة الثانية للإسلام. ووصف الأولى كما جاء في عنوان أحد كتبه "الرسالة الأولى لا تصلح للقرن العشرين"، فالرسالة الثانية بزعمه ناسخة للرسالة الأولى.

وقال عن الرسالة الثانية: "الرسالة الثانية هي الإسلام وقد أجملها المعصوم إجمالا, ولم يقع في حقها التفصيل إلا في التشاريع -كذا- المتداخلة بين الرسالة الأولى وبينها, كتشاريع العبادات وتشاريع الحدود"٢.


١ رسالة الصلاة: محمود محمد طه ٦٨؛ والرسالة الثانية من الإسلام: محمود طه ص١٢١.
٢ الرسالة الثانية: محمود محمد طه ص١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>