للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أولا: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن]

[مدخل]

...

أولًا: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن

أما المؤلف: فهو الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وقد سبقت ترجمته.

أما الكتاب: فهو هو أضربه مثلًا مرة أخرى؛ ولكن للتفسير بالمأثور هنا.

وما ذنبي إذا كان المؤلف -رحمه الله تعالى- التزم مذهب هل السنة والجماعة فضربته لهم مثلًا، وما ذنبي إذا كان -رحمه الله- قد برع في تفسير آيات الأحكام؛ فاقتبست من تفسيره لها أمثلة للتفسير الصحيح، وما ذنبي ثالثة إذا كان -رحمه الله- قد برز على أقرانه في التفسير بالمأثور؛ فكان بحق إمام المفسرين في القرن الرابع عشر.

فهل يشفع لي إن ذكرته وشكرته في جانب أن أغمطه حقه في جانب آخر؟ لا أظن هذا، ولا يخطر لي ببال، كيف وهو قد صرح في مقدمة تفسيره تصريحًا لا لبس فيه أن من أهم المقصود بتأليفه أمرين:

أحدهما: بيان القرآن بالقرآن؛ لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله؛ إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جلا وعلا من الله جل وعلا١.

ثم شرح الطريقة التي التزمها في هذا النوع من التفسير بقوله: "وقد التزمنا أنا لا نبيِّن القرآن إلا بقراءة سبعية، سواء كانت قراءة أخرى في الآية المبينة نفسها، أو آية أخرى غيرها، ولا نعتمد على البيان بالقراءات الشاذة، وربما


١ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: محمد الأمين الشنقيطي ج١ ص٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>