للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأساس الثاني: الوَحْدَة الموضوعية في السورة القرآنية

وهو كالأساس الذي قبله من الأسس الواضحة في منهج المدرسة العقلية الاجتماعية في التفسير، وقد وقف العلماء السابقون منه موقفهم من سابقه أيضًا بين منكر ومؤيد.

طائفة قالت بالتناسب بين آيات القرآن الكريم وتناسقها؛ ومنهم الشيخ ولي الدين الملوي الذي قال: "وقد وهم مَن قال لا يُطلب للآي الكريمة مناسبة؛ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة، وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلًا وعلى حسب الحكمة ترتيبًا وتأصيلًا، فالمصحف على وَفْق ما في اللوح المحفوظ، مرتبة سورة كلها وآياته بالتوقيف كما أنزل جملة إلى بيت العزة، ومن المعجز البين أسلوبه ونظمه الباهر، والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها، ففي ذلك علم جم، وهكذا في السور يُطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له"١، وقال بالمناسبة أيضًا الإمام الشاطبي٢، والإمام السيوطي٣، وغيرهم.

وذهبت طائفة أخرى إلى أن القرآن الكريم لم يأتِ على نسق الكتب


١ الإتقان: للسيوطي ج٢ ص١٠٨.
٢ انظر: الموافقات: الشاطبي ج٤ ص٤١٤، ٤١٥.
٣ انظر: الإتقان: السيوطي ج٢ ص١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>