للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنَ عُيَيْنَةَ١ يَقُولُ: "طَلَبْتُ هَذَا الْعِلْمَ يَوْمَ طَلَبْتُهُ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَأَعْقَبَنِي مَا تَرَوْنَ"٢.

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ٣: "لَمْ أَعْرِفْ٤ لِنَفْسِي يَوْمَ طَلَبْتُهُ تِلْكَ النِّيَّةَ الْخَالِصَةَ، فَأَعْقَبَنِي مِنْهُ أَنِّي اشغلت بِتَحْدِيثِ النَّاسِ بِهِ لَا بِالْعَمَلِ بِهِ، وَالزَّهَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْعِبَادَةِ".

وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ٥ أَنَّهُ قَالَ: "وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْ عَنْ شَيْءٍ"٦ أَيْ لَمَّا أَنَّ الَّذِي سَأَلْتُ عَنْهُ صَارَ عَلَيَّ حُجَّةً.

وَقَالَ الشَّعْبِيُّ٧ أَيْضًا: "إِنَّا لسنا بفقهاء، وَلَكنَّا رُوَاة


١ سُفْيَان بن عُيَيْنَة، تقدم ص"١٧٥".
٢ أخرجه ابْن عبد الْبر فِي جَامع بَيَان الْعلم وفضله ٢٨/٢ من طَرِيق عَبَّاس السندي قَالَ: سَمِعت أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ يَقُول: سَمِعت ابْن عُيَيْنَة مُنْذُ أَكثر من سِتِّينَ سنة يَقُول: طلبنا هَذَا احديث لغير الله، فأعقبنا مَا ترَوْنَ".
٣ قلت: هُوَ أبوسعيد الدَّارمِيّ.
٤ فِي ط، ش، طيقول: لم أعرف" وَهُوَ أوضح.
٥، ٦ الشّعبِيّ، تقدم ص"١٦٨".
٧ أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية ٣١٣/٤ عَن الشّعب بِمَعْنَاهُ، وَفِي شرف أَصْحَاب الحَدِيث للبغدادي/ تَحْقِيق د. مُحَمَّد سعيد أوغلي ص"١١٨" بِسَنَدِهِ عَن مَالك شَيْئا" قَالَ الْبَغْدَادِيّ: "إِنَّمَا قَالَ ذَلِك الشّعبِيّ مُخَالفَة أَن لَا يقوم بِحقِّهِ وَلَا بشكره".
وَفِي طَبَقَات ابْن سعد/ طبعة بيروت/ ٢٥٠/٦ من طَرِيق سُفْيَان قَالَ: أَخْبرنِي من سمع الشّعبِيّ يَقُول: "لَيْتَني انفلت من علمي كفافًا لَا عَليّ وَلَا لي وبمثله فِي التَّذْكِرَة للذهبي ٨٨/١.

<<  <  ج: ص:  >  >>