للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الزجاج أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري، عالم اللغة معلماً لأولاد الخليفة المعتضد ١. وكان أبو قادم أبو جعفر محمد بن قادم صاحب الفراء معلم المعتز قبل الخلافة ٢. وقام أبو عصيدة أحمد بن عبيد بن ناصح أحد علماء الكوفة، بتأديب أبناء المتوكل المنتصر والمعتز ٣.

وتولى أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني التأديب في أحياء بني شيبان، وكان راوية واسع العلم باللغة، ثقة في الحديث، كثير السماع ٤. وكان أبو عبيدة القاسم بن سلام مؤدباً لأولاد الهرائمة، ثم صار قاضياً بطرطوس ٥.

فهذه الإشارات والأمثلة تؤكد عناية الخلفاء والأعيان بتدريس اللغة العربية وعلومها وامتد ذلك إلى الأسر والأحياء.

وكان اللحن عند العرب قديماً عيباً ومثلبة في لسان الفتى، وقد سمع المأمون من أحد أولاده لحناً فقال له "ما على أحدكم أن يتعلم العربية، فيقيم بها أوده، ويزين بها مشهده، ويفل بها حجج خصمه بمسكتات الحكمة، ويملك مجلس سلطانه بظاهر بيانه" ٦.

وفي هذا التوجيه من الخليفة لابنه ما يدل على أهمية اللغة وتعلمها على وجهها الصحيح، ليس نطقاً فحسب، بل وإعراباً، فهي زينة لسان المرء، وقوة


١ ابن النديم، الفهرست، ص (٨٤) .
٢ المرجع السابق (٩٢) .
٣ المرجع السابق (٩٩) .
٤ المرجع السابق (٩٣) .
٥ المرجع السابق (٩٧) .
٦ ابن عبد البر، بهجة المجالس، وأنس المجالس (١/٦٤) .

<<  <   >  >>