للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبين في مقدمته كيفية تحصيله لهذه الروايات والطرق فقال: ((هذه الروايات هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون وبها أئمتنا آخذون، وإياها يصنفون، وعلى ما جاءت به يعولون، ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا مما قرأته لفظا، أو أخذته أداء أو سمعته قراءة أو رويته عرضا، أو سألت عنه إماما، أو ذاكرت به متصدراً، أو أجيز لي، أو كتب به إلىّ، أو أذن لي في روايته، أو بلغني عن شيخ متقدم، ومقرئ متصدر بإسناد عرفته وطريق ميزته، أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فأبحثه بنظيره وأجريت له حكم الشبيه)) (١) والهذلي يوسف بن علي بن جبارة (ت:٤٦٥?) صاحب كتاب الكامل في القراءات الخمسين أورد فيه بأسانيده ألفا وأربعمائة وتسعة وخمسين رواية وطريقاً بعد أن رحل شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في تحصيل هذه الروايات قال عن نفسه: ((فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب فرغانة (٢) ، يمينا وشمالا وجبلا وبحرا، ولو علمت أحدا تقدم علي في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته)) (٣) .

وأبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري (ت ٤٧٨?) صاحب كتاب سوق العروس أورد فيه بأسانيده ألفا وخمسمائة وخمسين رواية وطريقا (٤) .

ومنهجه أنه يستقصى حصر الرواة عن كل إمام يذكره ثم يتبع ذلك بذكر كل الطرق عن أولئك الرواة عن ذلك الإمام فمثلاً قال: ذكر الأسانيد:


(١) جامع البيان في القراءات السبع لوحة: ٣/ب.
(٢) مدينة واسعة متاخمة لبلاد تركستان، وهي مدينة ذات خيرات كثيرة. معجم البلدان: ٤/٢٥٣.
(٣) غاية النهاية: ٢/٣٩٨.
(٤) سوق العروس لوحة:١/أ.

<<  <   >  >>