للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يبق صاف ولا مصاف ... ولا مَعين ولا مُعين

وفي المساوي بدا التساوي ... فلا أمين ولا ثمين i

ففي هذين البيتين جاء بأربع كلمات في كل بيت، وكان كلامه سلسا سهلا أكثر منه في النثر.

وأرى من المناسب أن نقرأ له هذه الأبيات الواردة في المقامة السابعة التي زينها بالجناس، ويشرح فيها أبو زيد حاله فيقول:

لقد أصبحت موقوذا ... بأوجاع وأوجال

وممنوا بمختال ... ومحتال ومغتال

وخوان من الإخوا ... ن قال لي لإقلال

وإعمال من العما ... ل في تضليع أعمالي

فكم أصلى بأذحال ... وأمحال وترحال

وكم أخطر في بال ... ولا أخطر في بال

فليت الدهر لما جا ... ر أطفا لي أطفالي

فلولا أن أشبالي ... أغلالي وأعلالي

لما جهزت أمالي ... إلى آل ولا والي

ولا جررت أذيالي ... على مسحب إذ لالي

فمحرابي أحرى ... بي وأسمالي أسمى لي

فهل حرٌّ يرى تخفيـ ... ف أثقالي بمثقال

ويطفي حر بلبالي ... بسربال وسروال ii


i مصاف: صادق في رده، معين: بفتح الميم ماء كثير قصد به صاحب كرم فهو استعارة، معين: بضم الميم الذي يعين بماله. الثمين: النفيس الغالي الثمن يريد أن الناس قد استووا في الأفعال السيئة. يشير بذلك إلى الحديث الشريف: لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا استووا هلكوا، ومعنى ذلك أن الناس في الغالب إنما يتساوون في الشر ولا تجدهم كلهم فضلاء، لأن الخير قليل، وعلى هذا بنى الشيوعيون نظرياتهم ولذلك يميلون إلى إثارة الأحقاد والفتن وزرع الشر بين الناس لمحو الخير بينهم.
ii في القاموس المحيط: السراويل: فارسية معربة (وقد تذكر، الجمع: سراويلات أو جمع سروال وسروالة أو سرويل بكسرهن وليس في الكلام فعويل غيرها والسراوين بالنون لغة والشروال بالشين لغة أيضا.

<<  <   >  >>