للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٨٦٩ - عن أبى سعيد مولى أبى سعيد الأنصارى قال: سمع عثمان بن عفان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم وكان فى قرية خارجا من المدينة _ أو كما قال _ فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذى هو فيه، قالوا: كره أن تقدموا عليه المدينة أو نحو ذلك فأتوه فقالوا له: ادع بالمصحف قال: فدعا بالمصحف فقالوا له: افتح السابعة، وكانوا يسمون سورة يونس السابعة، فقرأ حتى أتى على هذه الآية " قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون "، فقالوا له: أرأيت ما حمى من حمى الله

الله أذن لك أم على الله تفترى؟ ، فقال: أمضيه، نزلت فى كذا وكذا، وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى قبلى لإبل الصدقة، فلما وليت، حميت لإبل الصدقة، أمضه نزلت فى كذا وكذا، قال: وكان الذى يلى كلام عثمان فى سنك، (قال: يقول أبو بصرة: يقول ذلك لى أبو سعيد، قال أبو بصرة: وأنا فى سنك، قال: إنى ولم يخرج وجهى يومئذ لا أدرى لعله قال مرة أخرى: وأن يومئذ ابن ثلاثين سنة) ، ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج، فعرفها فقال: استغفر الله وأتوب إليه، ثم قال لهم: ماتريدون؟ ، قالوا: فأخذوا ميثاقه وكتب عليهم شرطا ثم أخذ عليهم أن لا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة ما قام له بشرطهم _ أو كما أوخذوا عليه _ فقال لهم: ما تريدون؟ ، قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فرضوا، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين، قال: فقام فخطبهم فقال: إنى والله ما رأيت وفدا فى الأرض هو خير من هذا الوفد الذين من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فيحتلب، ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فغضب الناس، وقالوا هذا مكر بنى أمية، ثم

رجع الوفد المصريون راضين، فبينما هم فى الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ويفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم، قالوا له: مالك؟ ، إن لك لأمرا ما شأنك؟ ، فقال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ففتشوه فإذا هم بالكتاب معه على لسان عثمان، عليه خاتمه، إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم، إو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا فقالوا: ألم تر إلى عدو الله يكتب فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا إليه، قال: والله لا أقوم معكم إليه، قالوا: فلم كتبت إلينا، قال: والله ما كتبت إليكم كتابا قط، قال: فنظر بعضهم إلى بعض، فقالوا: لهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون؟ ، فانطلق على يخرج من المدينة إلى قرية، فانطلقوا حتى دخلوا إلى عثمان، فقالوا له: كتبت فينا كذا وكذا وإن الله قد أحل دمك، فقال: إنهما اثنان: أن تقيموا على رجلين من المسلمين، أو

يمينى بالله الذى لا إله إلا هو ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم، قالوا: فوالله لقد أحل الله دمك، بنقض العهد والميثاق، قال: فحاصروه: فأشرف عليهم وهو

محصور ذات يوم، فقال: السلام عليكم، _ قال أبو سعيد: فوالله ما أسمع أحدا من الناس رد عليه، إلا أن يرد الرجل فى نفسه _ فقال: أنشدكم بالله الذى لا إله إلا هو هل علمتم؟ ، قال: فذكر شيئا فى شأنه وذكر أيضا أرى كتابته المفصل _ بيده _ ففشا النهى فجعل يقول للناس: مهلا عن أمير المؤمنين ففشا النهى فقام الأشتر، فقال: لا أدرى أيومئذ أم يوم آخر قال: فلعله قد مكر به وبكم، قال: فوطئه الناس حتى لقى كذا وكذا ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ فيهم الموعظة وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم، قال: ثم إنه فتح الباب، ووضع المصحف بين يديه، وذاك أنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له: يا عثمان

أفطر عندنا الليلة، قال أبى فحدثنى الحسن أن محمد بن أبى بكر دخل عليه فأخذ بلحيته، فقال: لقد أخذت منى مأخذا _ أو قعدت منى مقعدا _ ما كان أبوك ليقعده

_ أو قال ليأخذه _ فخرج وتركه، ودخل عليه رجل يقال له الموت الأسود فخنقه ثم خنقه، ثم خرج فقال: والله لقد خنقته فما رأيت شيئا قط ألين من حلقه، حتى رأيت نفسه تردد فى جسده كنفس الجان قال: فخرج وتركه وقال فى حديث أبى سعيد: دخل عليه رجل، فقال: بينى وبينك كتاب الله، فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر، فقال: بينى وبينك كتاب الله تعالى والمصحف بين يديه، فأهوى بالسيف، واتقاه عثمان بيده فقطعها، فما أدرى أبانها، أم قطعها ولم يبنها قال عثمان: أما والله إنها أول كف خطت المفصل. وقال فى غير حديث أبى سعيد: فدخل عليه التجيبى فأشعره مشقصا فانتضح الدم على هذه الآية " فسيكفيهم الله وهو السميع العليم "، قال: فإنها فى المصحف ما حكت بعد، قال: فأخذت بنت القرافصة حليها _ فى حديث أبى سعيد _ فوضعته فى حجرها، وذلك قبل أن يقتل فلما اشعر _ أو قتل _ تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها الله ما أعظم عجيزتها، قال أبو سعيد: فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا.

** سحق

(المطالب العالية ٢٨٣/٤)

** رجاله ثقات

** قال الحافظ فى " المطالب " ٤ / ٢٨٦: رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>