للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢-آداب الزيارة: فإذا دخل المدينة فإنه يأتي مسجد النبي- صلى الله عليه وسلم - ويصلى فيه (والصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، كما: لا تشد الرحال إلا إليه وإلى المسجد الحرام والمسجد الأقصى) .أخرجه البخاري/١١٨٩, ١١٩٠ ومسلم/١٣٩٧،١٣٩٦) ومسجده كان أصغر مما هو اليوم وكذلك المسجد الحرام لكن زيد فيهما،وحكم الزيادة حكم المزيد في جميع الأحكام. ثم يسلم على النبي- صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه فانه قد قال: (م امن رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام) رواه أبو داود وغيره وكان عبد الله بن عمر يقول إذا دخل المسجد: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبت ثم ينصرف. وهكذا كان الصحابة يسلمون عليه،مستقبلي الحجرة مستدبري القبلة عند أكثر العلماء كمالك والشافعي وأحمد. وأبو حنيفة قال: يستقبل القبلة فمن أصحابه من قال: يستدبر الحجرة ومنهم من قال:يجعلها عن يساره.واتفقوا على أنه لا يستلم الحجرة ولا يقبلها ولا يطوف بها ولا يصلى إليها. وإذا قال في سلامه:السلام عليك يا رسول الله يا نبي الله يا خيرة الله من خلقه يا أكرم الخلق على ربه يا إمام المتقين فهذا كله من صفاته بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم -ولا يدعو هناك مستقبل الحجرة فان هذا كله منهي عنه باتفاق الأئمة ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك. ولم يكن أحد من الصحابة يقف عنده يدعو لنفسه ولكن كانوا يستقبلون القبلة ويدعون في مسجده،فإنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره ولكنه كره أن يتخذ مسجداً) أخرجه البخاري /١٣٣٠ومسلم /٥٢٩) فدفنته الصحابة في موضعه الذي مات فيه من حجرة عائشة وكانت وسائر الحجر خارج المسجد من قبليّه وشرقيّه. .ولما كان في زمن الوليد بن عبد الملك عُمِّر هذا المسجد وغيره فدخلت

<<  <   >  >>