للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة، وأتوني بأنْبِجَانيّة، فإنها ألهتني آنفاً في صلاتي (١) .

والأنبجانيّة التي طلبها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، هي كساء غليظ، لاعلم فيه، بخلاف الخميصة التي

ردّها فهي ذات أعلام، ولعل كلمة أعلام أبلغ من الصّور.

قال الطيبي: ((في حديث الأنبجانيّة: إيذان بأن للصّور والأشياء الظاهرة تأثيراً في القلوب الطّاهرة، والنّفوس الزّكيّة، فضلاً عمّا دونها)) (٢) .

وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان قِرام لعائشة، سترت به جانبَ بيتها، فقال لها النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ((أميطي عنّي، فإنه لا تزال تصاويرُه تَعْرِضُ لي في صلاتي)) (٣) .

واستشكل هذا بحديث عائشة الذي فيه: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل البيت


(١) أخرجه: البخاري: كتاب الصّلاة: باب إذا صلّى في ثوب له أعلام: (١/٤٨٢-٤٨٣) رقم (٣٧٣) . ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصّلاة: باب كراهة الصّلاة في ثوبٍ له أعلام: (١/٣٩١) رقم (٥٥٦) .. والنسائي: كتاب الصّلاة: باب الرّخصة في الصّلاة في خميصةٍ لها أعلام: (٢/٧٢) وابن ماجة: كتاب اللباس: باب لباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (٢/١١٧٦) رقم (٣٥٥٠) .
وأبو عوانة: المسند: (٢/٢٤) ، ومالك: الموطأ: (١/٩١ ـ مع تنوير الحوالك) ، والبيهقي: السنن الكبرى: (٢/٤٢٣) .
(٢) انظر: ((عمدة القاري)) : (٤/٩٤) و ((فتح الباري)) : (١/٤٨٣) .
(٣) أخرجه: البخاري: كتاب الصّلاة: باب إنْ صلّى في ثوب مصلَّب أوتصاوير هل تفسد صلاته؟ (١/٤٨٤) رقم (٣٧٤) وكتاب اللباس: باب كراهية الصّلاة في التصاوير: (١٠/٣٩١) رقم (٥٩٥٩) .

<<  <   >  >>