للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه مسلم.

[{الفصل الثاني}]

٩٢٨- (٤) عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى علي صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات.

ــ

الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} [٣٣: ٤٣] انتهى. وقال عياض، معناه: رحمه وضاعف أجره، كقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [٦: ١٦٠] . قال القاري: والظاهر أن هذا أقل المضاعفة. قال عياض: ويجوز أن تكون الصلاة على وجهها، وظاهرها كلاماً يسمعه الملائكة تشريفاً للمصلي وتكريماً له، كما جاء: وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم-انتهى. وقد يستشكل بأنه كيف يجوز أن يكون الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - واحدة وعلى المصلي عشرا؟ وأجيب بأن الواحدة صفة فعل المصلي، وجزاءها عشر صلوات من الله عليه على ما قال تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [٦: ١٦٠] . ولا يفهم منه أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - من الله تكون واحدة، فإن فضل الله واسع، ولو سلمنا أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - من الله تكون واحدة، فلعل هذه الصلاة الواحدة من الله تساوي في الشرف مائة ألف صلاة، أو تزيد في الشرف والكرامة بمائة ألف مرة، كما أن الجوهرة الواحدة الثمينة النفيسة تساوي في الثمن مائة ألف فلس، والله أعلم. والجمع بين هذا الحديث وبين ما يأتي من حديث عبد الله بن عمرو، قال: من صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة، بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم بهذا الثواب شيئاً فشيئاً، فكلما علم بشيء قاله، فعلم - صلى الله عليه وسلم - بأن ثواب من صلى عليه هو ما في الحديث الأول، وما ورد في معناه، فأخبر به، ثم علم بأن ثوابه هو ما جاء في الحديث الثاني فأخبر به. قال ابن العربي في عارضة الأحوذى (ج٢: ص٢٧٣) : الذي أعتقده - والله أعلم - أن قوله: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً، ليست لمن قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هي لمن صلى عليه كما علم بما نصصناه عنه، والله أعلم-انتهى. (رواه مسلم) وأخرجه أيضاً أحمد، والترمذي، وأبوداود، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، وفي بعض ألفاظ الترمذي: من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، وكتب له بها عشر حسنات. لكن رواية الترمذي هذه لم أجدها، وقد أشار إليها المنذري في الترغيب وذكر أنها رواية عند الترمذي، فكأنه لم يجدها في كتاب آخر.

٩٢٨-قوله. (وحطت عنه عشر خطيئات) أي غفرت، وسترت، ووضعت، ولعله اختير لفظ "حطت" لمقابلة قوله: (ورفعت له عشر درجات) في الدنيا بتوفيق الطاعات، وفي القيامة بتثقيل الحسنات، وفي الجنة بزيادة الكرامات. قال الطيبي: الصلاة من العبد طلب التعظيم والتبجيل لجناب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والصلاة من الله تعالى أي

<<  <  ج: ص:  >  >>