للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متفق عليه.

٢٣٥٤- (٩) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. رواه مسلم.

ــ

وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة والله يعلم إني بريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم إني منه بريئة لتصدقني)) .) يشعر بما قاله الداودي لكن المعترف عنده ليس على إطلاقه فليتأمل، ويؤيد ما قال عياض: إن في رواية يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن الطبراني قالت، فقال لي أبي إن كنت صنعت شيئًا فاستغفري الله وإلا، فأخبري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعذرك - انتهى. قلت: ويرجح ما قال عياض إن في رواية للبخاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عائشة إن كنت قارفت سوءًا وظلمت فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده. (متفق عليه) هذا طرف من حديث الإفك الطويل أخرجه البخاري في باب تعديل النساء بعضهن بعضًا من الشهادات، وفي غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع من المغازي، وفي تفسير سورة النور، وأخرجه مسلم في التوبة، وأخرجه أيضًا أحمد، وأخرج ابن جرير الطبري، والترمذي بنحوه.

٢٣٥٤- قوله: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها) إلخ هذا هو المراد من قوله: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ} (الأنعام: ١٥٨) الآية، لكن الآية مختصة بعدم قبول الإيمان، والحديث يدل على عدم قبول التوبة مطلقًا سواء كانت من الكفر أو من المعصية، وفيه اختلاف بين العلماء فتدبر كذا في اللمعات، (تاب الله عليه) أي: قبل توبته ورضي بها، قال النووي: هذا أي: طلوع الشمس من المغرب حد لقبول التوبة، وقد جاء في الحديث الصحيح إن للتوبة بابًا مفتوحًا فلا تزال مقبولة حتى يغلق، فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق وامتنعت التوبة على من لم يكن تاب قبل ذلك، وهو معنى قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} (الأنعام: ١٥٨) وللتوبة حد آخر، وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح، وأما في حالة الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل توبته ولا غيرها، لأن المعتبر هو الإيمان بالغيب ولا تنفذ وصيته ولا غيرها. (رواه مسلم) في الدعاء، وأخرجه أيضًا أحمد (ج٢: ص٢٧٥) ، وعبد الرزاق، وابن جرير في تفسيرهما، ونقله ابن كثير في التفسير عن الطبري، ثم قال: لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وعليه في هذا استدراك فإنه في صحيح مسلم كما ترى فلا ينبغي في هذا أن يوصف بأنه لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وأغرب مما صنع ابن كثير صنيع الحافظ الهيثمي، فإنه ذكره في مجمع الزوائد (ج١٠: ص٩٨) باللفظ الذي في صحيح مسلم، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>