للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥١٨- (١٣) وعن عمر بن الخطاب قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه دوي كدوي النحل، فأنزل عليه يومًا فمكثنا ساعة، فسري عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا،

ــ

وقيل: هو محمد بن ثابت بن شرحبيل، وقال فيه: إنه مقبول. وفي الباب عن أنس أخرجه النسائي، والحاكم (ج١: ص٥١٠) .

٢٥١٨- قوله: (سمع) على بناء الماضي المجهول، وهذا لفظ الترمذي، وفي المسند ((يسمع)) أي: بلفظ المضارع المجهول وكذا نقله الشوكاني في فتح القدير، وفي المستدرك وشرح السنة ((نسمع)) بصيغة المضارع المتكلم المعلوم، ونقله الذهبي في تلخيصه بلفظ: ((يسمع)) أي: كرواية المسند (عند وجهه) أي: عند قرب وجهه بحذف المضاف (دويّ كدويّ النحل) كذا وقع في أكثر نسخ المشكاة وهكذا في المسند ووقع في بعض نسخ المشكاة ((سمع عند وجهه كدويّ النحل)) أي: بإسقاط ((دويّ)) وهكذا عند الترمذي، والبغوي وكذا نقله المناوي في فيض القدير والشوكاني في تحفة الذاكرين وفتح القدير. والدويّ بفتح الدال وكسر الواو وتشديد الياء وهو صوت لا يفهم منه شيء، وهذا هو صوت جبريل عليه السلام يبلغ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي ولا يفهم الحاضرون من صوته شيئًا. وقال الطيبي: أي: سمع من جانب وجهه وجهته صوت خفي كأن الوحي يؤثر فيهم وينكشف لهم انكشافًا غير تام فصاروا كمن يسمع دويّ صوت ولا يفهمه لما سمعوه من غطيطه وشدة تنفسه عند نزول الوحي - انتهى. وقال في اللمعات: وهذا الدويّ إما صوت الوحي يسمعها الصحابة ولا ينكشف لهم انكشافًا تامًا، أو ما كانوا يسمعونه من النبي - صلى الله عليه وسلم - من شدة تنفسه من ثقل الوحي، والأول أظهر لأنه قد وصف الوحي بأنه كان تارة مثل صلصة الجرس - انتهى. (فأنزل عليه يومًا) أي: نهارًا أو وقتًا (فمكثنا) بفتح الكاف وضمها أي: لبثنا (ساعة) أي: زمنًا يسيرًا ننتظر الكشف عنه (فسرى عنه) بصيغة المجهول من التسرية وهو الكشف والإزالة أي: كشف عنه وأزيل ما اعتراه من برحاء الوحي وشدته (اللهم زدنا) أمر من الزيادة أي: من الخير والترقي أو كثرنا (ولا تنقصنا) بفتح حرف المضارعة وضم القاف من نقص المتعتدى أي: لا تنقص خيرنا ومرتبتنا وعددنا وعددنا. قال القاضي والطيبي: عطفت هذه النواهي على الأوامر للمبالغة والتأكيد وحذف ثواني المفعولات في بعض الألفاظ للتعميم والمبالغة كقولك فلان يعطي ويمنع (وأكرمنا) بقضاء مآربنا في الدنيا ورفع منازلنا في العقبى (ولا تهنا) بضم تاء وكسرها وتشديد نون على أنه نهى من الإهانة وأصله ولا تهوننا، نقلت كسرة الواو إلى الهاء فالتقت ساكنة مع النون الأولى الساكنة فحذفت وأدغمت النون الأولى في الثانية أي: لا تذلنا (وأعطنا) من الإعطاء (ولا تحرمنا) بفتح التاء وكسر الراء. وفي القاموس: حرمه

<<  <  ج: ص:  >  >>