للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٢٢ – (٧) وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " خير الدعاء دعاء يوم عرفة،

ــ

٢٦٢٢ – قوله (خير الدعاء دعاء يوم عرفة) قال الشوكاني: قوله ((دعاء يوم عرفة)) رجح المزي جر دعاء ليكون قوله ((لا إله إلا الله)) خبرًا لخير الدعاء ولخير ما قلت: أنا والنبيون، ويؤيده ما وقع في الموطأ من حديث طلحة بلفظ ((أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله)) وما وقع عند العقيلي من حديث ابن عمر ((أفضل دعائي ودعاء الأنبياء قبلي عشية عرفة لا إله إلا الله)) – انتهى. قلت: ويؤيده أيضًا ما وقع عند أحمد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة ((لا إله إلا الله)) إلخ، ويؤيده أيضًا حديث عليّ عند ابن أبي شيبة بلفظ ((أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله)) . وأما حديث طلحة فلفظه في الموطأ ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة)) قال الزرقاني: قوله ((أفضل الدعاء)) مبتدأ خبره ((دعاء يوم عرفة)) . قال الباجي: أي أعظمه ثوابًا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به اليوم، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة، وقال ابن عبد البر: يريد أنه أكثر ثواباً، ويحتمل أن يريد أفضل ما دعا به، والأول أظهر، لأنه أورده في تفضيل الأذكار بعضها على بعض. وفي الحديث تفضيل الدعاء بعضه على بعض وتفضيل الأيام بعضها على بعض – انتهى. قال الطيبي: الإضافة في قوله ((دعاء يوم عرفة)) إما بمعنى اللام أي دعاء يختص به، ويكون قوله ((وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله)) بياناً لذلك الدعاء فإن، قلت: هو ثناء، قلت: في الثناء تعريض بالطلب، وإما بمعنى ((في)) ليعم الأدعية الواقعة فيه - انتهى. وقال الطبري: إنما سمي هذا الذكر دعاء لثلاثة أوجه، أحدها: ما تضمنه حديث سالم بن عبد الله أنه كان يقول بالموقف ((لا إله إلا الله)) إلخ. وفيه ((ثم قال حدثني أبي عن أبيه عن أبيه عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقول الله من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)) . ووجهه أنه لما كان الثناء يحصل أفضل مما يحصل الدعاء أطلق عليه لفظ الدعاء لحصول مقصوده، ويروى عن الحسين بن الحسن المروزي قال: سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء يوم عرفة فقال: لا إله إلا الله، إلخ. فقلت له: هذا ثناء وليس بدعاء، فقال: أما تعرف حديث مالك بن الحارث؟ قال: يقول الله عز وجل: إذا شغل عبدي ثناؤه علي من مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين. قال: وهذا تفسير قول النبي - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال سفيان: أما علمت ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى عبد الله بن جعدان يطلب نائله. فقلت: لا. فقال: قال أمية:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني _ ... حياؤك، إن شيمتك الحياء

وعلمك بالحقوق وأنت فضل _ ... لك الحسب المهذب والثناء

إذ أثنى عليك المرأ يوماً _ ... كفاه من تعرضه الثناء

ثم قال: يا حسين هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألة فكيف بالخالق؟ الوجه الثاني: معناه أفضل ما يستفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>