للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسموعاته وشيوخه في غاية الكثرة وكان حافظا متقنا عارفا بفنون الحديث وبالفقه والعربية وغير ذلك. وله تواليف حسنة منها شرح لبعض "جامع الترمذي" كمل به على شرح الحافظ أبي الفتح محمد بن سيد الناس اليعمري السابق وتخريج أحاديث الأحياء للغزالي في مجلدات ثم اختصره في مجلد وسماه المغني والألفية في علوم الحديث وشرحها وله نظم منهاج البيضاوي ونظم الاقتراح لابن دقيق العيد ونظم السيرة النبوية في ألف بيت ونظم غريب القرآن وغير ذلك.

قلت وله التقييد والإيضاح على ابن الصلاح١.

ودرس الحديث بأماكن منها دار الحديث الكاملية والمدرسة الظاهرية وجامع ابن طولون ودرس الفقه بمدارس.

وأخذ منه علماء الديار المصرية وغيرهم واثنوا على فضائله وقد وصفه بالحفظ شيخه الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي وغيره أخذت عنه الألفية الحديثية وشرحها بقراءته وأجاز لي بالتدريس في علم الحديث وانتفعت به فيه كثيرا وقرأت عليه وسمعت عليه أجزاء كثيرة وأكثر مسند العدني وفوائد تمام وغير ذلك.

وكان كثير الفضائل والمحاسن متواضعا ظريفا ولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامتها بعد صرف خالي محب الدين النويري في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فحج وتوجه للمدينة فباشر وظائفه بها وأفاد بها الطلبة وأسمع الحديث واستمر متوليا حتى عزل عن ذلك في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بقاضي غزة شهاب الدين أحمد السلاوي فحج شيخنا العراقي في هذه السنة وتوجه إلى القاهرة وأقام بها مشتغلا بالتصنيف والإفادة والإسماع حتى مضى لسبيله محمودا.

ومات رحمه الله تعالى في الثامن من شعبان سنة ست وثمانمائة ومولده في حادي عشرين جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة.


١ زيادة من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>