للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ـ من قال أن أمورك كلها ليست طيبة؟ ها أنت فتاة مسلمة، فأنت أفضل من ملايين من البشر لا يزالون كفاراً، وها أنت تنطقين وتسمعين، وتنظرين، وتمشين، فأنت أفضل من ألوف الناس الذين فقدوا هذه النعم....

أختي الكريمة: أنا أدعوك أن تصلحي ما بينك وبين الله أولا، وأن تقلعي عن جميع ما يسخط الله به عليك، وأن تعلمي بأن الله -تعالى- سوف يوفقك لما فيه الخير لك، وأن ما تحرمين منه ربما كان في صالحك، ولا تستبطئي إجابة الدعاء فربما كان في ذلك الخير الذي لا ترين، "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" [النساء:١٩] .

أختي: إن من موانع إجابة الدعاء أن تقولي دعوت فلم يجب لي، فقد ورد مثل ذلك في حديث رواه مسلم (٢٧٣٥) بسنده عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم- قال:"لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ" قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ قَالَ" يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ".

ولتعلمي بأن دعاءك عبادة في ذاته، فاستمري وفقك الله، وحاولي أن تطرقي كل الأبواب المباحة لما تريدين، فربما فُتح لك باب منها، وإذا لم يفتح غيري الطريقة، والأسلوب، والجهة، وإذا لم يفتح فاعلمي أن ذلك ما اختاره الله لك فارضي بما قسم الله -تعالى-. وفقك الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>