للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: للأفكار المسيطرة علينا تأثير كبير على سلوكنا.. فكما نفكر نكون.. ولذلك تأمل نفسك.. تجد انك كثيراً ما تحدثت بطلاقة أمام بعض الناس.. ولم تتوقف أو تتلعثم..!! بغض النظر عن هؤلاء الناس.. هل هم أقارب أو زملاء.. صغار أو كبار.. وهذا بسبب انك منشغل عن نفسك.. وعن تغذية عقلك الباطن بأفكار سلبية حول خوفك من الفشل والإخفاق أو الخطأ.. وبما يقولونه عنك.. ويتأملونه فيك.. وتقييمهم لك.. ورضاهم عنك..!! أقول منشغل عن كل ذلك بأفكارك وبما تطرحه وتقوله من وجهة نظر.. أو حكاية ما.. أي أن أسلوبك وطريقتك النفسية هنا " هجومية " إن جازت العبارة..!! وبمجرد أن تتراجع قليلاً إلى الأسلوب " الدفاعي " فتنشغل بنفسك.. عنهم.. وبما قد يقولونه عنك.. عما تقوله أنت لهم.. وبرضاهم عنك وتقييمهم لك.. وتحاول تفسير نظراتهم.. ولفتاتهم..!! تتشتت قواك.. ويتم اختراق خطوطك الدفاعية وتضطرب.. وتتراجع و.. تنهزم!!!

إذاً.. المسالة واضحة.. نحن الذين نتحكم إلى حد كبير في هذا الأمر.. أما أن ننطلق واثقين بأننا إن لم نكن من احسن الناس فلسنا أسوأهم وبأننا لسنا اقل قدراً وقدرة من الآخرين.. وبأن الناس مشغولون عنا بأنفسهم.. وبهمومهم.. وأما أن نحاصر أنفسنا ـ كما أسلفت ـ ونحمل الأمور والمواقف.. والكلمات اكثر مما تحتمل.. فنتراجع وننهزم حتى قبل أن ندخل المواجهة!!!

رابعاً: حاول ـ أخي الكريم ـ منذ الآن أن تتدرب على الحديث أمام الآخرين بالتدريج.. مثلاً: ابدأ بأقاربك وزملاءك.. وابدأ بأعداد قليلة حتى لو كانوا واحد أو اثنان.. ولا تجعل حديثك يتخذ طابع الرسمية.. بل اجعله حديثا ًودياً.. تناقش معهم من خلاله فكرة أو تطرح قضية ... أو تروي لهم واقعة.. وهكذا.. ولا تنشغل كثيراً بنفسك أمامهم....

بل ركز على ما تقول.. لا على ما قد يقولونه أو يفكرون فيه.. أو ما قد يضنون..!! وإياك وأن تنشغل بالخوف من الخطأ.. أو النسيان.. لأن العقل الباطن هنا يترجم هواجسك السلبية إلى واقع ينفذه عقلك الواعي.. فتخطئ فعلاً.. ولذلك قالوا.. [لكي تنجح لا بد أن تتخيل نفسك ناجحاً..] وتفسير ذلك أن التفكير الإيجابي يدفع ويحفز الداوفع الإيجابية للعطاء أو النجاح.. بعكس التفكير السلبي!! وهب أنك أخطأت في كلمة أو جملة أو نسيت عبارة!!؟ الأمر عادي جداً.. لن ينقصك.. ولن يقلل من قيمتك.... إلا بقدر ما تسمح له أنت بذلك.. فلا تعطه اكثر من حجمه.. وتعامل معه بشكل عادي وتدرج بعد ذلك.. من ناحية الكم والكيف.. وستفاجئك النتيجة.. وهي نتيجة إيجابية بإذن الله.

ولا يعني ذلك انك في يوم وليلة.. ستكون خطيباً مفوهاً يهز المنابر.. أبداً رغم أن هذا وارد..!! ولكن المهم هنا هو ألا تصبح هذه المشكلة حجر عثرة أمامك.. وقد تتطور بشكل سلبي إلى ما لا تحمد عقباه!!

خامساً: الناس يا عزيزي.. لا يعرفون ماذا يدور بخلدك..ولا يشغلهم هذا الأمر كثيراً.. وحتى لو أرادوا معرفته ما استطاعوا.. وبعضهم ينظر إليك.. وقلبه وفكره في مكان آخر..!! وبعضهم قد يجد لو وقف موقفك أضعاف أضعاف ما تجد..!! فلا تعطي هذا الأمر اكثر مما يستحق!!

<<  <  ج: ص:  >  >>