للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: أقترح عليك - جاداً - مادمت تملكين ملكة الخيال الواسع الذي تؤلفين فيه القصص.. وربما تأثرت بها.. أن تنقلي هذا الخيال إلى الورق..! بمعنى أن تبدأي بتأليف بعض القصص القصيرة.. وتستكملي تفاصيلها المؤثرة.. وأحداثها.. ومؤثراتها المختلفة.. على الورق.. هنا ستغيري أفكارك إلى أفكار بناءة.. وستنقلين عالمك الداخلي.. من غموض عقلك الباطن.. إلى بياض الورق.. فتطلعي عليه.. وتبدعي فيه.. ولا بأس من اختيار فترة ما قبل النوم للكتابة وأنا متأكد أنك ستبدعين في ذلك.. وستحققين أكثر من هدف إيجابي في بناء شخصيتك وتدعيم نفسيتك.. بخطوة واحدة.. وهي الكتابة.. فاستعيني بالله وأطلقي لخيالك العنان على الورق.. وشيئاً فشيئاً ستفاجئك النتيجة.. وهي نتيجة إيجابية بإذن الله..

رابعاً: يظهر لي أن في داخلك نوع من الحزن.. والمعاناة أثرت على نظرتك للحياة.. وصبغتها بلون قاتم..!! وهذا الأمر هو الذي يجعل جل خيالاتك ((سوداوية)) وحزينة.. تصل بك حد التأثر بها.. والبكاء..!! ولا أستطيع الجزم بذلك وتوقع أسبابه لأنك أجملت في السؤال.. ولم تذكري ظروفك الأسرية والاجتماعية..!!!

وعلى العموم - وهذه حقيقة - فإننا إذا لم نستطيع التأثير على الأحداث أو اختيارها والتحكم بها..!! فإننا نملك إلى حدٍ كبير رد فعلنا تجاهها.. ومدى ما نسمح لها من تأثير علينا..!!

ولذلك فإني آمل منك.. أن تكوني أقوى بكثير من بعض المنغصات التي تصادفك.. فهذي هي الحياة وهذا هو نصيبنا فيها [لقد خلقنا الإنسان في كبد] . د

فارضي - أختي الكريمة - بما قسم الله لك.. وتأكدي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك.. مصداقاً للحديث الصحيح.. واتكلي على الله والجئي إليه.. فهو المستعان وعليه التكلان.

خامساً: عندما تنتهي من كتابة ما تريدين كتابته.. وتأوين إلى فراشك.. فأشغلي نفسك بقدر المستطاع بقراءة الورد.. وبعض سور القرآن الكريم.. وإن كان لا بد من بعض الخيال.. فلتكن خيالات سعيدة ومفرحة وبعيدة كل البعد عن الحزن والألم..!!

وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>