للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قولك: إن الإمام مالكاً قد يفتي باجتهاده وقد لا يطلع على الدليل، فهذا الاحتمال وارد في شأن بقية الأئمة، بل لكل ذي علم حتى الصحابة - رضي الله عنهم - قد يخفى على الواحد منهم ما يعرفه غيره، كما خفي على عمر - رضي الله عنه - حديث الاستئذان وحديث الطاعون وغيرها فمن سواه أولى بذلك.

ولكن هذا لا يعني أن نتطاول على من سبقنا بحجة أننا اطلعنا على ما لم يطلعوا عليه، بل الواجب الأدب مع الأئمة، والتماس العذر لهم.

ثم إن مما ينبغي معرفته أنه لا يستدرك على أهل العلم، إلا من هو مثلهم من أهل العلم ممن يدركون بعلمهم وفقههم سبب عدول العالم عن الأخذ بحديث ما، هل هو لعدم اطلاعه عليه؟ أم لوجود ناسخ له عنده؟ أم لعدم ثبوته لديه؟ أم لوجود معارض أقوى منه؟ ونحو ذلك مما يطول بسطه، ويمكنك الرجوع إلى كتاب صغير نفيس لشيخ الإسلام عنوانه (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) ذكر فيه جملة من الأسباب التي قد يرجع إليها خلاف أهل العلم، أو عدم أخذ بعضهم بدليل ما، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>