للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في شرحه لصحيح مسلم ٥/١٣ – ١٤: (قال العلماء إنما نهى النبي – صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ مقابر من الأمم الخالية – لما احتاج الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث كثر المسلمون، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه – ومنها حجرة عائشة – رضي الله عنها – مدفن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبيه أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله؛ لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه العوام، ويؤدي إلى المحذور، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا، حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر) .

وأما الحنابلة، فكلامهم في هذا الموضع أشهر من أن يذكر لكثرته، ومن ذلك:

قول الحجاوي في كتابه "الإقناع" ٦/١٨٦: (من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم كفر إجماعاً؛ لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام) انتهى.

فأنت ترى – يا محب إجماع الأئمة الأربعة وأتباعهم على نبذ مثل هذه الأمور والتبرؤ منها فكيف يدعي هذا – هداه الله – أن الأئمة مدحوا التوسل والتعلق بالأولياء والصالحين؟! "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"؟!

ينظر لمزيد من الأمثلة والنقول كتاب: أربع رسائل للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس بعنوان بيان التبرك ووسائله عند الأئمة الأربعة.

ومما يمكن أن يجاب به هؤلاء المدعين لما ذكرت، أن يقال: إن مصطلح التصوف لم يكن مشهورا في القرن الأول، وإنما بدأ ظهوره في القرن الثاني ثم اشتهر في القرن الثالث – كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" (١١/٦-٧) وقد قرر هذه القضية أيضاً قبله العلامة ابن الجوزي في كتابه "تلبيس إبليس" (ص:١٩٩) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>