للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس في الدين بدعة حسنة؛ لأن لفظ البدعة يدل على إحداث شيء في الدين ليس منه، ولكن في الدين سنة حسنة- كما ورد في صحيح مسلم (١٠١٧) ، عن جرير بن عبد الله قال: ثم جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- عليهم الصوف، فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحثَّ على الصدقة، فأبطؤوا عنه حتى رؤى ذلك في وجهه، قال: ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصرَّة من ورق، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً فَعُمِل بها بعدَه كُتِب له مِثْلُ أَجْرِ مَن عَمِل بها، ولا يَنْقُصُ مِن أُجُورِهم شَيْءٌ، ومَن سَنّ في الإسلامِ سُنَّةً سَيِّئةً فعُمِل بها بعدَه كُتِب عَلَيه مِثْلُ وِزْرِ مَن عَمِل بها، ولا يَنْقُصُ مِن أَوْزارِهِم شَيْءٌ". وهذا يدل على أن من سن أو بدأ بفعل موافق للشرع فهو من السنة الحسنة، وليس هذا بدعة، والبدعة لا تكون حسنة؛ لأنها العمل المخالف للشرع، ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، أو من سار على سنته، كالاحتفال بالمولد، أو بليلة الإسراء والمعراج، وغير ذلك من البدع التي أحدثت.

وأما الصلاة التي يصليها أهل الإسلام الذين يقتدون فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، عملاً بقوله: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُموني أُصَلِّي". أخرجه البخاري (٦٣١) . فليست بدعة، ولكن أخذها الصحابة، رضي الله عنهم، مِن فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك مَن بعدهم أخذوها من الصحابة، رضي الله عنهم، والأئمة الأربعة أخذوها عن التابعين وغيرهم من أهل العلم والفضل. والله الهادي إلى سواء السبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>