للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحمد لله، إن ذكر الله من أجل العبادات، ومنه ما هو فرض ومنه ما هو مستحب، فيجب التقيد فيه بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- فمن ابتدع في دين الله ما ليس منه فعمله باطل مردود لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه عند البخاري (٢٦٩٧) ومسلم (١٧١٨) من حديث عائشة -رضي الله عنها-، وفي رواية لمسلم (١٧١٨) : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وإذا انضاف إلى ذلك ترك شيء مما أوجبه الله كالجمع والجماعات كان ذلك أقبح كهؤلاء الذين تذكر عنهم أنهم لا يشهدون صلاة الجمعة، فهؤلاء جمعوا بين ما ابتدعوه من الذكر وترك ما أوجب الله من شهود الجمع والجماعات، فالواجب الإنكار عليهم والتحذير من طريقتهم وعدم الاغترار بما يدعونه عذراً لهم في ترك الجمعة، وهو ما ابتدعوه من الذكر، وصلاة الجمعة فرض على الأعيان لا يجوز تركها لنافلة من النوافل، فالتخلف عنها بحجة الاشتغال بالذكر - ولو كان أصله مشروعاً - حرام، فكيف إذا كان ذكراً مبتدعاً، وما يفعله هؤلاء هو من تلبيس الشيطان عليهم، فقد زين لهم الباطل وهو ترك ما أوجبه الله وفعل ما حرمه الله، فهم من "الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً" [الكهف:١٠٤] ، ومن الذين "اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون" [الأعراف: من الآية ٣٠] . نعوذ بالله من سبيل الغاوين والضالين، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>