للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل فرقة تحمل لواء بدعة من البدع في دين الله، أو منهجاً عقدياً منحرفاً عن جادة الصواب، فلاشك أن اتباع مثل هذه الفرقة أضر على الدين من فعل المعصية؛ وذلك لأن البدع تقدح في عقيدة المسلم، وتهوي بصاحبها في جهنم، روى في حديث معاوية - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة، وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء، كما يتجارى الكَلَب لصاحبه، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله" رواه أبو داود (٤٥٩٧) وأحمد (١٦٤٩٠) ، وأما المعاصي فإن كانت من صغائر الذنوب فكفارتها الاستغفار وفعل الطاعات، قال - تعالى-: "إن الحسنات يذهبن السيئات" [هود:١١٤] ، وإن كانت من كبائر الذنوب، فالتوبة تجبُّ ما قبلها، وفي الحديث: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجة (٤٢٥٠) عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، ولذلك رُوي عن عبد الله بن مسعود وقيل: ابن عمر - رضي الله عنهم-: "لئن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً"، رواه عبد الرزاق في مصنفه (١٥٩٢٩) وذلك لأن الحلف بالله كاذباً معصية ترتقي إلى درجة الكبائر، والحلف بغير الله شرك أصغر إذا لم يقصد المرء بحلفه بغير الله التعظيم، ومع ذلك فقد جعل ابن مسعود - رضي الله عنه- المعصية التي هي من كبائر الذنوب دون ما هو شرك أصغر، وهذا هو مصداق قول الحق - سبحانه-: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" [النساء:٤٨] ولذلك روي عن بعض السلف قوله لابنه لما رآه يخرج من بيت مبتدع: والله لئن أراك تخرج من حانة خمار أحب إلي من أن أراك تخرج من بيت هذا المبتدع، ثم تأمل أخي المسلم أن العاصي بذنبه مآله التوبة والاستغفار، وما أكثر قوافل التائبين بينما مآل أهل البدع إفساد غيرهم وتدمير المجتمع بانحرافهم

<<  <  ج: ص:  >  >>