للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما الفرق بين التفسير الظاهري والباطني للقرآن؟!]

المجيب عبد الحكيم بن عبد الله القاسم

عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين

القرآن الكريم وعلومه/التفسير الموضوعي

التاريخ ٢٤/٠٥/١٤٢٧هـ

السؤال

ما الفرق بين تفسير القرآن الظاهري والباطني؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالتفسير الظاهري للنص هو المعتبر في كل لغة، وكل كلام إنما يفسر حسب الظاهر المتبادر لقارئ الألفاظ ومستمع الكلام.

والقرآن كذلك نزل باللسان العربي، قال تعالى: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" [يوسف:٢] , وقد بيّن الله تعالى أيضا أن هذا القرآن: بيان وهدى ورحمة وفرقان، وهذه الصفات تعني أن يحمل على ظاهر لفظه، ولا يمكن أن يكون الكلام المحمول على غير الظاهر هاديا وبيانا، ولو حمل كل إنسان القرآن على معنى غير ظاهر من اللفظ لزالت عن القرآن صفة الهداية والبيان والرحمة والفرقان، وإذا زالت عنه هذه الصفات فلا يرجى أن يعقل ما فيه ولا أن يفهم ما يحويه وذلك معنى قوله: "لعلكم تعقلون" بعد قوله: "عربيا".

ونقل السيوطي في الإتقان في علوم القرآن (٢/٤٨٥) قول النسفي: النصوص على ظاهرها، والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحاد.

وقول التفتازاني: سميت الملاحدة باطنية؛ لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها، بل لها معان باطنية لا يعرفها إلا المعلم، وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية. ا. هـ

والتفسير الباطني: داخل تحت تحريف الكلام عن مواضعه، ووضع للأدلة في غير مواضعها، وهو تَقَوُّلٌ على الله تعالى ما لم يقل، وبهتان مبين، وانحراف عن جادة السبيل.

ومن ذلك تفسير قوله تعالى: "وكلم الله موسى تكليما" [النساء:١٦٤] . قال بعض المعتزلة المنكرين لكلام الله: كلمه بأظفار المحن، أي جرح قلبه بالحكم والمعارف تجريحا.

وقام بعضهم بتحريف إعراب لفظ الجلالة من الرفع على أنه فاعل، إلى النصب على أنه مفعول به هكذا: وكلم اللهَ موسى تكليما.

<<  <  ج: ص:  >  >>