للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يتنبأ بعض الدجالين والمنجمين والمشعوذين ببعض الحوادث في المستقبل، أو يخبر بشيء من واقع الإنسان وهو لا يعرفه، ولم يتلق به، ولكن ليس هذا من كشف الغيب المحجوب؛ لأنه يتلقف ذلك من الشياطين التي تسترق السمع من كلام الملائكة، فتلقيه الشياطين في أذن الكاهن أو الدجال، وعند التأمل فليس ذلك من كشف الغيب الذي استأثر الله بعلمه؛ لأن هؤلاء الكهان إنما يكشفون بعض ما علمته الملائكة بتعليم الله لها، فيسترقون منها السمع، وهو عند التحقيق ليس من محض الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فلا يعلمه أحد من الخلق، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل.

والحاصل: أن علم الغيب علم رباني لدني، تفرد به الرب -سبحانه-، ولا سبيل إلى اكتسابه، أو الدربة على تحصيله، أو القدرة على كشف شيءٍ منه، وما يقال في هذا الباب فهو من التحريف والدجل الذي يصل بالإنسان إلى الكفر والزندقة. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>