للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فقه الواقع]

المجيب د. علي بن عمر با دحدح

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

أصول الفقه /السياسة الشرعية

التاريخ ٢٠/٣/١٤٢٤هـ

السؤال

قرأت هذه الكلمة في الكثير من الكتب، ولا أعرف ماذا تعني بالتحديد، وهي (فقه الواقع) ، فهل هي محاولة للتجديد في الفكر الإسلامي أو الاتصال بالواقع؟ أم ماذا تعني؟ ومن هم أصحاب هذا الاتجاه؟.

الجواب

فقه الواقع: هذا المصطلح مكون من كلمتين:

الأولى: فقه: والفقه معناه الفهم والإدراك والعلم، كما في قوله -تعالى-: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" [الإسراء:٤٤] ، وقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في دعائه لابن عباس - رضي الله عنهما-:" اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" رواه البخاري (١٤٣) ، ومسلم (٢٤٧٧) .

الثانية: الواقع: وهي كلمة يحتاج بيان معناها إلى الإضافة، والمراد الأمر الواقع: أي الحادث والحاصل، والمعنى المقصود: ما يجدّ من أحداث ووقائع.

والتركيب (فقه الواقع) معناه: فهم الأمور الحادثة والوقائع النازلة.

ومن الناحية الاصطلاحية صار هذا التركيب له دلالة خاصة تجمع بين الفقه بمعناه العام وهو الفهم، ومعناه الخاص المتعلق بمعرفة الأحكام الشرعية من الأدلة النصية، وإذا أضيف إلى الواقع أصبح المراد:" فهم النوازل والمتغيرات الجديدة في الحياة والأفراد والمجتمعات وتصورها ومعرفة حكمها في الشريعة الإسلامية ".

ويعتبر المصطلح مهماً لعدة أسباب:

(١) أهمية اليقين بلزوم تحكيم الشريعة في سائر جوانب الحياة، وجميع نشاطات المسلمين.

(٢) التأكيد على صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان في سماحة ويسر.

(٣) تحقيق المعاصرة الإيجابية المرتبطة بالأصول والثوابت، والمستوعبة للمستجدات والنوازل.

(٤) التأكيد على مراعاة اختلاف الأحوال والظروف والأوصاف والأحكام.

<<  <  ج: ص:  >  >>