للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن خلال فهم المقاصد ومعرفة القواعد مع ما سلف من العلم بأصول الاجتهاد والاستنباط، تتشكل الآلية العملية المستمرة القادرة على استيعاب المستجدات والتعامل معها وإعطائها الأحكام الشرعية المناسبة.

المدخل الثالث: المدخل الواقعي:

(أ) المعرفة العامة:

إن واقعية الإسلام تقتضي من أتباعه عموما، ً وأهل العلم والاختصاص منهم خصوصاً أن يعيشوا عصرهم ويعرفوا واقعهم، وأن يحسنوا الانتفاع من الجديد المفيد، وأن يحسنوا الإقناع بترك المفسد الوليد، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:" الكلمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها "، رواه الترمذي (٢٦٨٧) ، وابن ماجة (٢٦٨٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- قال الألباني: إسناده ضعيف جداً وقد اتخذ - صلى الله عليه وسلم - الخاتم على الكتب والرسائل فيما رواه البخاري (٦٥) ، ومسلم (٢٠٩٢) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه-، وخندق النبي - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه - رضي الله عنهم- من بعده في الجهاد والمعارك كالفرس انظر ما رواه البخاري (٣٧٩٧) ، ومسلم (١٨٠٤) ، من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه-

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فإن ذكر ما لا يتعلق بالدين مثل الحساب والطب المحض التي يذكرون فيها ذلك انتفاع بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا فهذا جائز، فأخذ علم الطب من كتبهم مثلاً والاستدلال بالكافر على الطريق واستطبابه بل هذا أحسن لأن كتبهم لم يكتبوها لمعين من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة، وليس هناك حاجة إلى أحد منهم بالخيانة، بل هو مجرد انتفاع بآثارهم كالملابس والمساكن والمزارع والسلاح ونحو ذلك) (الفتاوى٤/١١٤-١١٥) .

قال الخطيب البغدادي: (إن الفقيه يحتاج أن يتعلق بطرف من معرفة كل شيء من أمور الدنيا والآخرة، وإلى معرفة الجد والهزل، والنفع والضر وأمور الناس الجارية بينهم والعادات المعروفة منهم) (الفقيه والمتفقه) .

<<  <  ج: ص:  >  >>