للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العمل في شركة سجائر]

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

أصول الفقه /السياسة الشرعية

التاريخ ٠٤/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعمل في شركة الشرقية سجائر، هل يعتبر دخلي الشهري محرماً؟ مع العلم أنه توظيف حكومي. وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إن الشارع إذا حرم شيئاً حرم الطرق الموصلة إليه، الله -تعالى- عندما حرم الزنى حرم التبرج، وأوجب على المرأة الحجاب، وأوجب غض البصر على كل من الرجل والمرأة، وعندما حرم الربا لعن آكله، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، والكاتب والشهود لم يشتركوا في أكل الربا وإنما صاروا وسائل معاونة وميسرة لترويجه وانتشاره بين الناس، ولما حرم الخمرة لعنها من عشرة أوجه عاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وشاريها، والمشتراة له، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وشاريها، فالذي يسكر هو واحد، وتسعة كلهم استحقوا اللعن؛ لأنهم صاروا وسائل مساعدة في ترويج هذا الخمر، وكذلك يقال في الدخان؛ لأن الدخان مادة ضارة، وسامة، تضر بالعبد وتضر بالمال، وتضر بالدين، وتضر بالبدن، فلا يجوز السعي لنشره بين الناس، وقد جاء قوله تعالى في هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" [الأعراف:١٥٧] ، والدخان أحد الخبائث؛ لما اشتمل عليه من أضرار كثيرة يعرفها من يتعاطى هذه المادة، ومن لا يتعاطاها، والكفار مع كفرهم لا يسمحون ببيعها إلا وقد كتب عليها أنها ضارة بالصحة، فنقول لهذا السائل: ابحث عن مجال للعمل غير هذه الشركة، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. وبالله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>