للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ختم القرآن مساءً أو صباحاً

المجيب د. ناصر بن محمد الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة

التاريخ ٩/١/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ونحن في شهر رمضان شهر القرآن سمعت أن ختم القرآن في بداية المساء أفضل ووجه التفضيل أن الملائكة تصلي عليك حتى تصبح -لأننا في الشتاء وليل الشتاء أطول-، السؤال: ما صحة هذا الكلام؟ وإن كان صحيحاً فمتى الوقت المحدد لنيل فضل المساء بعد الغروب أم قبله؟ وما دليل ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

ما ذكر السائل من أن ختم القرآن في أول المساء أفضل لصلاة الملائكة على القارئ لا أعلم أنه قد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه شيء، لكن قد وردت آثار عن بعض السلف -رحمهم الله- تدل على أن الملائكة تصلي على قارئ القرآن، فإن كان يقرؤه نهاراً صلت عليه حتى يمسي، وإن كان يقرؤه ليلاً صلت عليه حتى يصبح، ولذا كانوا يستحبون أن يكون ختم القرآن الكريم في أول النهار أو أول الليل، حتى يستغرق تسبيح الملائكة وقتاً النهار كله أو الليل كله، فقد ثبت عند الدارمي (٣٥١٨) من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة موقوفاً عليه قال:"إذا ختم الرجل القرآن بنهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وإن فرغ منه ليلاً صلت عليه الملائكة حتى يصبح"، وله أي الدارمي

(٣٥٢٦) من حديث طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن سعد بسند ضعيف قال:"إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح وإن وافق ختمه آخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي فربما بقي على أحدنا الشيء فيؤخره حتى يمسي أو يصبح" وله (٣٥٢٠) -أيضاً- من حديث الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: إذا قرأ الرجل القرآن نهاراً صلت عليه الملائكة حتى يمسي وإن قرأه ليلاً صلت عليه الملائكة حتى يصبح. قال سليمان -يريد الأعمش-: فرأيت أصحابنا يعجبهم أن يختموه أول النهار وأول الليل. وسنده صحيح، وهذه الآثار عن السلف -رحمهم الله- يستأنس بها في هذه المسألة، قال ابن قدامة في المغني مقرراً هذا: قال أبو داود: وذكرت لأحمد قول ابن المبارك: إذا كان الشتاء فاختم القرآن في أول الليل، وإذا كان الصيف فاختمه في أول النهار، فكأنه أعجبه، وذلك لما روي عن طلحة بن مصرف، قال: أدركت أهل الخير من صدر هذه الأمة يستحبون الختم في أول الليل وفي أول النهار، يقولون: إذا ختم في أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإذا ختم في أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وقال النووي -يحكي مشروعيته- في كلامه عن ختم القرآن: يستحب كونه في أول الليل وأول النهار، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>